للكون إله.. العقيدة في مواجهة الشكوك (ج3)
كان الغزالي في شبابه صورة عنك في شكه وحيرته ورغبته في معرفة الحق، فلعل قلبك يطمئن إذا عرفت أحواله ورأيت أن هذا الشك الذي أنت فيه قد يعتري أعظم العقول اتزاناً وأصدق القلوب إيماناً
كان الغزالي في شبابه صورة عنك في شكه وحيرته ورغبته في معرفة الحق، فلعل قلبك يطمئن إذا عرفت أحواله ورأيت أن هذا الشك الذي أنت فيه قد يعتري أعظم العقول اتزاناً وأصدق القلوب إيماناً
هناك صنفان من الناس فقط يجوز أن نسميهما عقلاء: الذين يخدمون الله جاهدين لأنهم يعرفونه، والذين يجدُّون في البحث عنه لأنهم لا يعرفونه: بليز باسكال
لم يكن الإلحاد يوما سلوكاً يتلاءم مع الفطرة. بل هو عصي عليها، ولا أدل على ممانعته ومنافرته لوازعها من أنه قرار واع يتخذه الإنسان في وقت متأخر من حياته
كلها قيم يؤمر بها الإنسان في ظل هذا المنهج، أما ضمان الرزق بإنزال المطر، وإنبات الزرع، فذلك مكفول للعباد جميعا
مرض أبي بالسرطان وأخبرنا الأطباء بأن حالته ميؤوس منها لكنني كنت على اعتقاد تام وأمل كبير في شفائه بمعجزة إلهية عظيمة.. لكن الله لم يستجب لدعائي.. ومات أبي!!!
بُحت لأبي بمكنون نفسي.. تحدثت وتحدثت.. وهو صامت يراقبني.. لا يقاطعني، ولا تتغير ملامح وجهه الحيادية.. حتى انتهيت، ورفعت وجهي إليه لأتلقى رده.. وربما صفعته!
العقيدةُ تُحرِّر المؤمنَ مِن العبودية لغيرِ الله تعالى، فيشعره بالعزَّةِ والكرامة، فلا يَستكين إلا لله وحْدَه، ومنه وَحْدَه يلتمِس النصرَ والتأييد، والمعونةَ والتوفيقَ، والرَّشاد والسَّداد، فإلى الله مَفزَعُه، ومنه يستجلب العبدُ المدَدَ…
يُهيئ الإيمان النفوس لقبول الغرس كما تُهيأ الأرض للزراعة؛ والقرآن كالغيث ينزل عليها فتنبت من كل زهر الربيع.. وأما الأرض القاحلة فإنها لا تمسك ماء ولا تنبت كلأً
بالعلم يرسخ الإيمان في القلوب، وتتعمق العقيدة في النفوس، وبه تزداد بصيرة الإنسان نفاذًا، وإدراكُه وتفكيرُه قوةً وسلامًا؛ ولذا كان من اجتمع فيه العلم والإيمان مستحقًّا للرفعة وعلو الشأن في الدنيا، وسُمُوّ المنزلة في الآخرة..
إن أعظم وأجمل شعور يصدر عن النفس البشرية، هو ما كان نتيجة التطلع والتفكر والتأمل في الكون ومكنوناته. إن الذي لا يتحرك شعوره وتموج عاطفته نتيجة هذا التأمل لهو حي كميت: أينشتاين