الطوائف الدينية

الطوائف الإسلامية تختلف في الفروع أما الطوائف المسيحية فتختلف في الأصول

إن الاختلاف في الفكر والمعتقد سنة من سنن الكون وناموس من نواميسه التي لا مفر منها، حيث يختلف الفكر والمعتقد باختلاف أفهام الناس واستيعابهم وبيئاتهم. ويظل الاختلاف صحيا مادام في نطاق الفرعيات والجزئيات، ولكنه لا يكون صحيا أبدا إذا كان مداره على الأصول والكليات والثوابت.

فأصل المبدأ الكلي لا يتجزأ، يكون أو لا يكون، تؤمن به أو لا تؤمن به، أما فرعياته وجزئياته، فقد تختلف وتتباين وتتشعب وتتفرع وتكون عرضة ومادة لخلاف صحي بين الناس لا يضيع معه الأصل.

أما إذا تطرق الخلاف إلى الأصول، فهنا تنسف الفكرة ويضيع الأصل ويتلاشى المبدأ، ويحل محل الأصل الواحد أصول عديدة يختلف الناس عليها، ويذهب الناس كل مذهب في تحديد الأصل، بحيث يتعذر الوقوف على وجه الحقيقة في هذه الأصول، ولا يكون هناك مجال للاتفاق مطلقا، بل تتعدد الادعاءات وتتباين المزاعم وتتلاشى الأرضية المشتركة إلى أن يصعب الجمع بين كل ذلك ويتعذر أن تحتمل الحقيقة كل هذه الوجوه.

ولذلك، تعرف العقيدة السليمة من العقيدة غير السليمة باتساق أصولها وكلياتها ومبادئها وثوابتها حتى وإن اختلفت فرعياتها وجزئياتها. فالعقيدة السليمة متحدة الأصول حتى وإن تعددت فروعها، أما إذا تعددت الأصول كما تتعدد الفروع فيستحيل أن تكون العقيدة سليمة، نظرا لتعذر الجمع بين أصول هذه العقيدة وصولا إلى هيكلها أو فكرتها العامة التي يتفق عليها أنصار هذه العقيدة. وإذا تشتت الأصل، تعدد الفرع وتعذر الجمع بين روافد الفكرة الواحدة أو المعتقد الواحد وبالتالي استحال الوقوف على وجه الحقيقة أو تحديد القاسم المشترك بين كل ذلك.

ولذا، تعالوا نتعرف على الطوائف الدينية في الإسلام والمسيحية لنقف على نقاط التقارب والتباعد بين أتباع الدين الواحد ونحكم على مدى اتساق أصول العقيدة سواء في الإسلام أو المسيحية. فمتى اتسقت أصول العقيدة، دل ذلك على صحتها وصدقها. أما إذا اختلفت هذه الأصول وتعددت، فيدل ذلك على عبثية العقيدة وبطلانها واهترائها وتبددها.

أهم الطوائف المسيحية

الكاثوليكية والأرثوذوكسية والبروتستانتية

نقاط التقارب بين الكاثوليكية والأرثوذوكسية والبروتستانتية

نقاط التقارب (بين الكاثوليكية والأرثوذوكسية والبروتستانتية)
الثالوث المقدس الإيمان بالثالوث المقدس
بنوة المسيح لله الإيمان بالسيد المسيح ابنا لله وبشفاعته الكفارية وبمجيئه الثاني
يوم الأحد الإيمان بأن يوم الأحد هو اليوم المقدس

نقاط التباعد بين الكاثوليكية والأرثوذوكسية والبروتستانتية

نقاط التباعد الكاثوليكية الأرثوذوكسية البروتستانتية
طبيعة المسيح ومشيئته – تؤمن بطبيعتين ومشيئتين للسيد المسيح أحدهما إلهية والأخرى بشرية – تؤمن بطبيعة ومشيئة واحدتين للسيد المسيح – تؤمن بطبيعتين ومشيئتين للسيد المسيح أحدهما إلهية والأخرى بشرية
طبيعة الروح القدس – تؤمن بأن الروح القدس منبثق من الآب والابن معا – تؤمن بأن الروح القدس منبثق من الآب فقط – تؤمن بأن الروح القدس منبثق من الآب والابن معا
طبيعة مريم العذراء – تؤمن بكون مريم العذراء أما لله

– تؤمن بأن مريم العذراء شريكة في الخلاص فهي ليست وارثة لخطية آدم ولا تحتاج لخلاص المسيح

– تؤمن بشفاعة مريم العذراء

– تؤمن بالبتولية الدائمة لمريم العذراء

– تؤمن بكون مريم العذراء أما لله

– تؤمن بأن مريم العذراء وارثة لخطية آدم وتحتاج لخلاص المسيح

– تؤمن بشفاعة مريم العذراء

– لا تؤمن بكون مريم العذراء أما لله

– لا تؤمن بالبتولية الدائمة لمريم العذراء

– لا تؤمن بشفاعة مريم العذراء

عدد أسفار الكتاب المقدس – يضم الكاثوليك لكتابهم الأسفار السبعة ليصبح العدد 73 سفراً – يؤمن الأرثوذوكس بأن بالكتاب المقدس 66 سفرا علاوة على سبعة أسفار وهي الأسفار القانونية الثانية – يحذف البروتستانت الأسفار السبعة ليرجع العدد إلى 66 سفرا
شفاعة القديسين وإكرامهم – تؤمن بالقديسين وشفاعتهم

– تعين باستمرار قديسين جدد

– تؤمن بالقديسين وشفاعتهم

– منح صفة القديس أمر شديد الصعوبة

– لا تؤمن بشفاعة الملائكة والقديسين

– لا تؤمن بإكرام القديسين

– لا تؤمن ببناء الكنائس على أسماء القديسين

المعمودية – تؤمن بالمعمودية – تؤمن بالمعمودية – لا تؤمن بالمعمودية
الرشم بزيت الميرون – تؤمن بالرشم بزيت الميرون – تؤمن بالرشم بزيت الميرون – لا تؤمن به إلا بعض طوائفها ولا يتم بالزيت بل بوضع اليد
رشم الصليب – تستخدم رشم الصليب – تستخدم رشم الصليب – لا تستخدم رشم الصليب
الاعتراف – تؤمن بالاعتراف – تؤمن بالاعتراف – لا تؤمن بالاعتراف
التقليد والتسليم الرسولي – تؤمن بالتقليد والتسليم الرسولي – تؤمن بالتقليد والتسليم الرسولي – لا تؤمن بالتقليد ولا بالتسليم الرسولي
أبدية الدينونة – لا تؤمن بأبدية الدينونة – تؤمن بأبدية الدينونة – تؤمن بأبدية الدينونة
الأصوام – تؤمن بالأصوام – تؤمن بالأصوام – لا تؤمن بالأصوام
الكهنوت والرهبنة – تقبل الكهنوت والرهبنة – تقبل الكهنوت والرهبنة – لا تقبل الكهنوت ولا الرهبنة ولا تؤمن بسلطة الكنيسة ولا تؤمن بالأبوة الروحية
الأسرار الكنسية – تؤمن بالأسرار الكنسية – تؤمن بالأسرار الكنسية – لا تؤمن بالعديد من الأسرار الكنسية لاسيما سر الأفخارستيا
الطقوس والصلوات – تؤمن بالطقوس والصلوات – تؤمن بالطقوس والصلوات – لا تؤمن بالعديد من الطقوس والصلوات المرتبة من الكنيسة، فلا تؤمن بالصلوات السبع التي للكنيسة ولا بالصلاة على الموتى، ولا توجد فيها صلاة قنديل
الخلاص – تؤمن بلزوم العمل الصالح لحصول الخلاص واختيار الله البعض للخلاص – تؤمن بلزوم العمل الصالح لحصول الخلاص واختيار الله البعض للخلاص – تؤمن بكفاية الإيمان لحصول الخلاص وعدم لزوم العمل الصالح

– لا تؤمن بعقيدة اختيار الله البعض للخلاص

شكل الكنيسة التقليدي – تتقيد بشكل الكنيسة التقليدي – تتقيد بشكل الكنيسة التقليدي – لا تتقيد ببناء الكنيسة التقليدي، فلا تتقيد بالهياكل ولا الحجاب ولا المنارات ولا القباب ولا الأيقونات

– لا تؤمن بالأيقونات ولا الصور

القبلة في الصلاة – تؤمن بالتوجه إلى الشرق في الصلاة – تؤمن بالتوجه إلى الشرق في الصلاة – لا تؤمن بالتوجه إلى الشرق في الصلاة بل يتم التوجه إلى أي اتجاه في الصلاة
البخور والشموع في الكنيسة – تستخدم البخور والشموع في الكنيسة والصلاة – تستخدم البخور والشموع في الكنيسة والصلاة – لا تستخدم البخور والشموع في الكنيسة ولا الصلاة
أبدية ملك المسيح – تؤمن بأن المسيح ليس لملكه انقضاء – تؤمن بأن المسيح ليس لملكه انقضاء – تؤمن بالملك أو الحكم الألفي للمسيح

أهم الطوائف الإسلامية

السنة والشيعة

نقاط التقارب بين السنة والشيعة

نقاط التقارب (بين السنة والشيعة)
الإيمان بالله الإيمان بالله وحده لا شريك له ولا ابن ولا ولد
الإيمان بالنبي محمد الإيمان بالنبي محمد عبداً لله ونبيه ورسوله
الإيمان بالقرآن الكريم الإيمان بالقرآن الكريم باعتباره كلام الله ومصدرا أولا للتشريع
الإيمان بالسنة النبوية الإيمان بالسنة النبوية باعتبارها كلام النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومصدرا ثانيا للتشريع
الإيمان بأركان الإسلام الإيمان بأركان الإسلام الخمسة بما فيها الشهادتين والصلاة والزكاة والصوم والحج
الإيمان بالغيبيات الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره

نقاط التباعد بين السنة والشيعة

نقاط التباعد السنة الشيعة
ولاية علي بن أبي طالب وولده – تؤمن بأن النبي محمد لم يحدد خليفة له – تؤمن بأن النبي محمد أعلن أن الخليفة من بعده علي بن أبي طالب وأحد عشر خليفة من ولده
عصمة الأئمة – تؤمن بأن العصمة للأنبياء فقط – تؤمن بأن العصمة للأنبياء ثم للأئمة من بعدهم
التجريح في بعض صحابة النبي – تؤمن بعدالة جميع الصحابة بخلاف المنافقين المعروفين، فتؤمن مثلا بعدالة أبو بكر وعمر ومعاوية وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وتقول بوجوب الترضي عليهم جميعا – لا تؤمن بعدالة جميع الصحابة، وتجرح في بعض الصحابة الذين لم يؤمنوا بأحقية علي وولده في الولاية مثل أبو بكر وعمر ومعاوية وأم المؤمنين عائشة
المهدي المنتظر – تؤمن أن المهدي هو شخص اسمه محمد ويكون من نسل فاطمة الزهراء وأنه هو نفسه لن يعلم بأنه المهدي في بداية حياته. – تؤمن أن المهدي هو محمد بن الحسن وهو الإمام الثاني عشر المولود عام 874م والذي منحه الله معجزة طول العمر وهو حي يرزق وسوف يعلن عن وجوده عندما يحين الوقت ليملئ الأرض عدلًا.
زواج المتعة – تؤمن بحرمة زواج المتعة – تؤمن بإباحة زواج المتعة
السجود على التربة – تؤمن بجواز السجود على أي جرم طاهر سواء كان ذلك الجرم التربة المجردة أو أي غطاء عليها – تؤمن بوجوب السجود على التربة بدون غطاء مثل السجاد أو غيره، وتتبرك بالسجود على التربة الحسينية وهي قطعة يأخذونها من تربة كربلاء حيث قتل الإمام الحسين
صيغة الأذان – يختلف أذان السنة عن الشيعة في أذان الفجر في قول الصلاة خير من النوم. – يختلف أذان الشيعة عن السنة في كون من الواجب قول حيَّ على خير العمل ومن المُستحب قول أشهد ان عليًّا ولي الله
التطبير (ضرب النفس في عاشوراء) محرم مختلف عليه
الأحاديث النبوية – يثق السنّة بصحّة الأحاديث المنقولة من الصّحابة الثّقات والّتي اجتهد أئمة الحديث بتجميعها من روايات الرواة العدول الثقات. – لا يؤمن الشيعة إلا بالحديث الذي يرويه جمع عن جمع من الثقات عن رسول الله، أو عن أحد أئمّتهم

التعليق

مما سبق يتبين أن الخلاف بين الطوائف المسيحية إنما هو خلاف على الأصول والكليات، فنجدهم يختلفون على طبيعة الله نفسه المكون عندهم من ثلاثة أقانيم، فهم مختلفون على طبيعة السيد المسيح وطبيعة الروح القدس وطبيعة مريم العذراء وأسفار الكتاب المقدس، مما يعني أن المسيحية كديانة إنما هي دين لا أصول ولا كليات مشتركة له بين الطوائف المسيحية، وإذا كان ذلك، تعذر الوقوف على وجه الحقيقة في هذا الدين، ومن ثم كان هذا الدين باطلا مائعا مشوشا.

أما الخلاف بين الطوائف الإسلامية، فهو خلاف على الفروع والجزئيات؛ فالمسلمون، سنة وشيعة، يؤمنون بأصول وكليات مشتركة وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر، كما يؤمنون بجميع الأنبياء وآخرهم النبي محمد ويؤمنون بكتاب الله وبسنة نبيه على اختلاف في كيفية توثيق هذه السنة، كما يؤمنون بأركان الإسلام وأصول الدين. ومن ثم، أصبح واضحا جليا بما لا يدع مجالا للشك أن للإسلام جوهر واحد أصيل مشترك بين جميع الطوائف متسق مع ما أتت به الرسالات والكتب السابقة، مما يعني أنه الامتداد الصحيح لدين الله الحق من لدن آدم وحتى قيام الساعة.

_________

المراجع:

1- موقع الأنبا تكلا

2- موقع الموسوعة الحرة (ويكيبيديا)

3- موقع شبكة رافد

4- موقع مركز الإشعاع الإسلامي

[ica_orginalurl]

Similar Posts