خريطة غينيا الاستوائية

خريطة غينيا الاستوائية

أعلنت “كونستانسيا مانغي أوبيانغ” عقيلة رئيس غينيا بيساو، عن تمويلها بناء المسجد المركزي الجديد بمالابو الذي سيكون أكبر مسجد في البلاد، ويتمتع بطاقة استيعاب كبيرة معوضا مسجد “كونتراتورس” بعد تدمير الأخير لتداعي حالته، بحسب الإمام محيي الدين للأناضول.

ما يزال الإسلام في غينيا الاستوائية في طور الانتشار، فقبيل سنوات، كان معتنقوه أقلّ من أن يحصوا، غير أنّه شهد زيادة في أتباعه خلال السنوات الأخيرة، ليبلغ عددهم حاليا 10 آلاف مسلم، في بلد يضم 1.4 مليون نسمة، ويدين فيه 88% منهم بالمسيحية (النسبة المتبقية تمثّل الوثنيين ممّن يؤمنون بسمات الروح والجماد).

اللافت هو أنّ المسلمين في غينيا الاستوائية لا يلقون النفور ذاته الذي تواجه به الأقليات الطائفية في دول عديدة أخرى، وإنّما كانوا إلى وقت قريب يمارسون طقوسهم في كنف التعايش السلمي في مسجد “كونتراتورس”، الذي تم تدميره لحالته المتداعية، وهو يستعد لتسليم مشعل التسامح إلى المسجد المركزي، قيد الإنشاء، بحسب شهادات لعدد من المسلمين.

منارة دينية

إمام المسجد “محيي الدين” من دولة مدغشقر، يشير إلى أن المسجد القديم “كونتراتوس” الذي لطالما مثّل منارة دينية في العاصمة “مالالبو” قد تم تشييده منذ ما يناهز قرنا من الزمن على يد مسلمين ينتمون إلى مجموعة الـ “هاووسا” العرقية، ويُعتقد أنهم جاؤوا من نيجيريا والكاميرون.

وقال “محيي الدين”: هذا المسجد لم يعد له وجود، تم تدميره لحالته المتداعية، وحل محله مسجد وقتي في حي “فيستاون” (في الضواحي الشمالية للعاصمة)..

ويتطرق “محيي الدين” إلى موقع الإسلام كديانة ثانية في البلاد، لافتا إلى الثورة البترولية التي عرفتها غينيا الاستوائية والتي استقطبت العديد من المهاجرين من الدول الإفريقية المجاورة، والبعض منهم يدينون بالإسلام.

 تحفظات تواجه الإسلام

بيْد أن ارتفاع عدد المسلمين في غينيا الاستوائية لا يروق للجميع هناك، ولا يتوانى البعض عن إبداء تحفظات بشأن ذلك، ويرجع الخبير في علم الاجتماع “غيلا نسورو أبيمي” ذلك إلى بعض “الأحكام المسبقة” عن هذا الدين، وهي “اعتقادات”، يساهم الحذر في الإبقاء عليها.

وعن ذلك يقول “محيي الدين”: “من يخشى من المسلمين ومن انتشار الإسلام في البلاد، يخشى في الحقيقة من بعض الانحرافات التي يمكن أن يقع فيها البعض، ولكن ما دام في غينيا الاستوائية قانون يحمي حرية المعتقد والتعددية الدينية، يلقى المسلمون الذين يعيشون هنا قبولا من المسيحيين عموما”.

اللغة العربية

في المسجد الذي عوض مسجد “كونتراتورس” في “مالابو” بشكل مؤقت، تحتلّ اللغة العربية المرتبة الأولى، كون معظم المصلّين الذين يؤدّون الصلاة فيه من أصول عربية. أما الفرنسية، فهي لغة التخاطب الثانية لوجود مصلين يتحدثون الفرنسية مثل المغاربة والماليين والكاميرونيين والملغاشيين، إلى جانب التشاديين والأتراك ومواطنين من غينيا الاستوائية.

ويقيم مسلمو غينيا الاستوائية علاقة جيدة مع كل من النظام الحاكم وقادة الكنيسة الكاثوليكية والبروتستانتية بالبلاد، بحسب “ريكاردو عبد الكاظم نزي اينغونو” مواطن من غينيا بيساو اعتنق الإسلام بعد أن كان يدين بالمسيحية.

ويؤكد هذه العلاقات الطيبة الإمام “محيي الدين” مشيرا إلى تمويل “كونستانسيا مانغي أوبيانغ” -عقيلة رئيس غينيا بيساو- بناء المسجد المركزي الجديد بمالابو الذي هو قيد الإنشاء. وسيكون أكبر مسجد في البلاد يتمتع بطاقة استيعاب مهمة، بحسب الإمام.

ووصف الإمام “محيي الدين” الشراكة بين الأقلية المسلمة لغينيا الاستوائية وبقية العالم المسلم، بدءاً بالدول العربية بأنها “محدودة”.

ورحب الإمام بأي مساهمة من هذه الجهات المسلمة للمساعدة على تنمية البنى التحتية وظروف الأقلية المسلمة في غينيا الاستوائية.

——-

المصدر: صحيفة البشرى.

[ica_orginalurl]

Similar Posts