الإستشراق بين الموضوعية والإفتعالية

مهما يكن الرأي في الاستشراق، بين مدح أو قدح فإن هناك التقاء بين المنصفين على أمرين:

أولهما: أن الإستشراق انبثق من أفكار تبشيرية، هي من وجهة نظرنا – معشر المسلمين – تخريبية، تهدف إلى مهاجمة حصوننا من داخلها .. وتلك هي أخطر أنواع الحروب …

وثانيها: أن المستشرقين كانوا أساتذة بارعين في التحقيق والتدقيق، والغوص في التراث، بغض النظر عن أغراضهم ، وعن تباين هذه الأغراض، التي قد تخلو في أحايين قليلة من الشوائب، إلا الهدف العلمي المحض..

وليس بين النتيجتين من تعارض .. فإن واقع الحياة اليومية المعاشة، ملئ بالأمثلة على أنك قد تقصد هدفا ما، ثم يلتوي بك الطريق إلى هدف آخر مغاير تماما لهدفك الأول.. وهكذا وجدنا بين المستشرقين من أشرب حب التراث العربي .. فمحضه الود وأخلص له، بل منهم من اعتنق الإسلام دينا، وتسمى بأسماء العرب والمسلمين .. وإن كان هؤلاء أقل من القليل .. ولكننا وجدنا فيهم ما يدل على أثر التراث الإسلامي في وجدانهم.

ولأهمية الأثرين العظيمين اللذين للاستشراق والمستشرقين سواء في السياسة أو الفكر، كان حتما أن يعنى المؤلفون العرب بهذين الأثرين .. وما ينتج عنهما من آثار فرعية كثيرة ..

[ica_orginalurl]

Similar Posts