إعداد: محمود بكر

انتقل إلى رحمة الله تعالى الداعية الكويتي الدكتور عبدالرحمن السميط إثر معاناة طويلة مع المرض. وتقدم لجنة الدعوة الإلكترونية هذا الحوار الذي أجرته معه مجلة البشرى التي تصدرها لجنة التعريف بالإسلام التابعة لجمعية النجاة الخيرية.

بنى أول مسجد في جمهورية ملاوي، وأسس لجنة مسلمي إفريقيا، وشيد 4600 مسجد، ودفع رواتب 4000 داعية، ورعى 15 ألف يتيم، منهم 60227اليوم سفراء ووزراء وخبراء في الأمم المتحدة، وضباط في الجيش، وحفر 6600 بئر إرتوازي..

إنه د.عبد الرحمن السميط.. قاهر التنصير في إفريقيا..

د. عبد الرحمن السميط في سطور

ولد الدكتور عبدالرحمن حمود السميط في الكويت يوم 15 أكتوبر 1947م، كويتي الجنسية، متزوج وله خمسة أولاد، خريج جامعة بغداد- كلية الطب- يوليو 1972م M.B.CH.B، ثم حصل على دبلوم أمراض مناطق حارة- جامعة ليفربول بإنجلترا في أبريل 1974م، تخصص في جامعة ماكجل- مستشفى مونتريال العام- في الأمراض الباطنية ثم في أمراض الجهاز الهضمي يوليو 1974م- ديسمبر 1978م، وله أبحاث في سرطان الكبد، جامعة لندن- مستشفى كلية الملوك (كينجز كوليدج )- يناير 1979م- ديسمبر 1980م .

عمل السميط طبيبًا ممارسًا في مستشفى مونتريال عام 74-1978، ثم طبيبًا متخصصًا– مستشفى كلية الملوك– لندن من 79-1980، ثم طبيبًا متخصصًا في أمراض الجهاز الهضمي– مستشفى الصباح من 80-1983، تفرغ منذ 1983م للعمل في لجنة مسلمي إفريقيا بجمعية العون المباشر كأمين عام ثم رئيس مجلس الإدارة حتى 2008.

وكان يشغل منصب رئيس مركز دراسات العمل الخيري، وله عديد من المؤلفات مثل كتاب «لبيك إفريقيا»، و«دمعة إفريقيا» بالاشتراك مع آخرين، و«رحلة خير في إفريقيا» و«رسالة إلى ولدي»، كما له عديد من المشاركات العلمية والإسلامية، وعضويات في المؤسسات والمجالس العربية والإسلامية والعالمية.

إنه داعية أعادنا إلى زمن الأجداد، أيام أن كان الداعية سائحًا في الأرض حاملًا بين ضلوعه هم الدعوة إلى الله عز وجل، مبشرًا بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، منقذًا إخوانه في الإنسانية من الضلال وعبادة العباد والأصنام والأحجار وغير ذلك إلى عبادة رب الأرباب.

لقد انتشر الإسلام بخروج الصحابة والتابعين وتابعي التابعين– رضوان الله عليهم- إلى الأمصار المختلفة حاملين رسالة الإسلام، وبفضل الله عز وجل انتشر الإسلام، ونحن على موعد مع شخصية من الشخصيات الكويتية التي أبت على نفسها إلا أن تقتدي بهؤلاء رضوان الله عليهم في العمل، فكانت ثمار هذا العمل طيبة يانعة تمثلت في دخول الملايين من البشر في الإسلام، وذلك في القرن العشرين التي كانت الحرب فيه على الإسلام في عزها وأشدها.. وبالرغم من هذا فقد حقق هذا النجاح غير المسبوق.

الدكتور عبدالرحمن السميط فخر للكويت وأهلها الكرام أصحاب العطاء والأيادي البيضاء، ورمز من رموزها الكبار في العمل الخيري، ومن هنا جاء تكريم سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في قصر بيان في الثاني عشر من ديسمبر 2011 بمنحه وسام الكويت «ذا الوشاح» من الدرجة الأولى، لما قدمه من جهود مميزة في خدمة الإسلام والمسلمين بمجال العمل الخيري التطوعي محليًّا وعربيًّا ودوليًّا مما يعود بالسمعة الطيبة لدولة الكويت، ثم جاء التكريم الأخير لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح للدكتور عبدالرحمن السميط في حفل مؤسسة الكويت للتقدم العلمي كواحد من أبرز رجالات العمل الخيري والإنساني في أواخر ديسمبر 2012م.

في السادس والعشرين من شهر ديسمبر 2012م اختارت صحيفة الوسط الدكتور عبدالرحمن السميط شخصية عام 2012م، نظرًا لجهوده الكبيرة في إغاثة الفقراء والمرضى في قارة إفريقيا من خلال جمعية العون المباشر، بالإضافة إلى عمله الدعوي البارز الذي مارسه طوال حياته في خدمة الإسلام.. في هذه الصفحات سوف نقدم شيئًا من سيرة هذا الرجل الذي ملأت سيرة الأعمال الخيرية التي قام بها الآفاق، حتى أصبح علمًا من أعلام هذا البلد الطيب.. ولقد آثرنا أن تكون هذه السيرة مما قاله هذا الرجل العظيم.. فهيا نصعد إلى سفينة سيرة هذه الشخصية النادرة لتصحبنا معها ونتعرف عن قرب على الدكتور عبدالرحمن السميط.. وكيف كانت بداياته مع العمل الخيري؟.. ولماذا كانت إفريقيا هي المبتدى والمنتهى؟

البداية

 تنقل عبد الرحمن السميط بين عدة دول كبغداد وبريطانيا وكندا؛ حيث درس الطب لمعالجة الأمراض الباطنية في إفريقيا، واستقر فيها لأكثر من ربع قرن، بدأت قصة عبدالرحمن السميط مع العمل الخيري في سن مبكرة حينما كان على مقاعد الدراسة من خلال مشروع خيري صغير فريد من نوعه ينم عن رحمة إنسانية زرعها في قلبه الصغير لتكون بعد ذلك نواة لما هو قادم، فقد أثرت فيه صورة العمال وهم عائدون من عملهم بعد يوم شاق من العمل تحت أشعة الشمس الحارقة صيفًا، ففكر في تخفيف معاناتهم من خلال نقلهم مجانًا إلى أماكن عملهم، ثم مرة أخرى في رحلة العودة.

يقول د.عبد الرحمن السميط: أريد أن أعيش في إفريقيا، وأن أموت في إفريقيا، أنا أحب إفريقيا، وأحب الأفارقة، رغم ما يعتري الإنسان في إفريقيا من قلة الإمكانيات، وسوف أضرب مثالًا بشمال كينيا، فقد زرتها ثلاث مرات حيث صعوبة الطريق لوعورته، فنحن بحاجة إلى 20 ساعة من السفر في السيارة لبلوغه، وفي المرة الأولى انقلبت السيارة بنا، وخرجنا منها أحياء، بعد أن دمرت السيارة، وفي المرة الثانية أصبت بالملاريا ورفضت في البداية أخذ العلاج بالرغم من أنه كان في جيبي، وقلت في نفسي: إن الفقير لا يملك هذا العلاج.. فلماذا آخذه أنا؟ ولكن عندما زاد علي المرض وكانت الآلام شديدة جدًّا استسلمت وأخذت العلاج.

ويقول: كنا طلابًا في مرحلة الثانوية، وكان لدينا الوقت، فاتفقنا نحن مجموعة من الطلاب من مدارس مختلفة على أن يتبرع كل طالب منا بمبلغ 10 دنانير لشراء سيارة قديمة لننقل بها العمال الأجانب المساكين الذين يجلسون في الحر لانتظار سيارة تحملهم، ونوصلهم إلى أماكنهم بالمجان، وكل شهر نجمع مبلغًا من المال لمصاريف السيارة من بنزين وإصلاحات… واستمررنا مدة على هذا العمل.

ويقول عن أسرته: إنني أنتسب إلى عائلة متوسطة الدخل؛ حيث كان والدي يعمل موظفًا، وفي البداية كان يعمل بالعمل الحر، وخلال فترة الدراسة كنت أكتفي بوجبة واحدة من الطعام، ويندر أنني أكلت وجبتين في اليوم، ولا أنام على السرير وإنما أنام على الأرض، وذلك لشعوري أن هناك فقراء مسلمين لم يتوافر لهم ما توافر لي، فحاولت أن أعيش عيشتهم خلال الجامعة، وعملت مع أغلب الحركات الإسلامية، كالإخوان المسلمين والحركة السلفية، وجماعة التبليغ، كنت أريد أن أعمل مع جماعة تحفظني من الضياع في المجتمع، إنني ممتن لكل هؤلاء بالعرفان لأنهم حفظوني من الضياع.

بداية الرحلة إلى إفريقيا

بدأت رحلة الدكتور عبد الرحمن السميط إلى إفريقيا قدرًا؛ إذ جاءت إحدى السيدات له متبرعة ببناء مسجد في الكويت، فقرر أن يكون هذا المسجد في إفريقيا، يقول: عندما كان عمري 5 سنوات كنت أتصور أنني في إفريقيا وغاباتها، وأذكر أنني كان لدي عصى، وعندما أنام أضعها بجواري، وهذه العصى من أغراض الكشافة  تستخدم للدفاع في حالة وجود الأفاعي، ولقد تعلمت كيف أصيد الأفاعي، وهذا يعود لنهمي الشديد للقراءة عندما بلغت الثامنة أو التاسعة من عمري، فقد كنت أفضل شراء الكتاب عن شراء الوجبات.

التنصير.. وما أدراك ما التنصير؟

لم يترك التنصير دولة في تلك القارة إلا وكان لها نشاط فيها، لما فيها من انتشار للجوع والفقر والأمراض، تلك العلل التي هي مادة التنصير الأساسية، فمما قاله الدكتور: دافيد بارت خبير الإحصاء في العمل التنصيري بالولايات المتحدة إن عدد المنصرين العاملين في هيئات ولجان تنصيرية يزيدون على أكثر من 51 مليون منصر، وعدد الطوائف النصرانية في العالم اليوم 35 ألف طائفة، ويملك العاملون في هذا المجال 365 ألف جهاز كمبيوتر لمتابعة الأعمال التي تقدمها الهيئات التنصيرية ولجانها العاملة، ويملكون أسطولًا جويًّا لا يقل عن 360 طائرة تحمل المعونات والمواد التي يوزعونها والكتب التي تطير إلى مختلف أرجاء المعمورة بمعدل طائرة كل أربع دقائق على مدار الساعة، ويبلغ عدد الإذاعات التي يملكونها وتبث برامجها يوميًّا أكثر من 4050 إذاعة وتلفزيون، وحجم الأموال التي جمعت العام الماضي لأغراض الكنيسة تزيد على 300 مليار دولار، وحظ إفريقيا من النشاط التنصيري هو الأوفر.

أول رحلة لإفريقيا

يقول السميط: في عام 1980 ذهبت إلى جمهورية ملاوي مع اثنين من كرام الإخوة، وجلسنا هناك مدة، وكانت صفعة بالنسبة لنا، فكلنا يعرف أن هناك فقرًا وجهلًا ومرضًا في ملاوي وإفريقيا بشكل عام، ولكننا لم نكن نتصور أبدًا الشيء الذي رأيناه، حيث أيقظتنا تلك الصفعة، فقد قالوا لنا: أنتم تعيشون في برج عاجي، ففي قرية من القرى وجدت فتاة عمرها 11 سنة تحمل طفلها وكانت رجلها مثقبة ويخرج منها الصديد، هذه الفتاة لو أخذت مضادًّا حيويًّا ربما يكلفها ريالًا سعودي، فإذا لم تأخذ هذا المضاد فمن المؤكد أنها سوف تموت، حيث سينتشر المرض في جسدها، وهناك طفل آخر كان مريضًا بالرغم من وجود مستوصف قريب، إلا أنهم لا يريدون الذهاب به إليه، فسألت لماذا؟ قالوا: هذا المستوصف يتبع الكنيسة، فإذا ما رأوا «الطاقية» على رأسه عرفوا أنه مسلم، وفي هذه الحالة يرفضون علاجه.

جهود في نشر الإسلام في إفريقيا

من داخل خيمته بإفريقيا كان الدكتور عبد الرحمن السميط هو وزوجته وأبناؤه يخرجون داعين إلى الله عز وجل وينشرون الإسلام في تلك القارة السوداء، ويواجهون حملات التنصير التي غزت إفريقيا.

يقول: إنني لم أكن في حملة مضادة، بل كنت أحاول أن أصلح بعض الأخطاء الموجودة، ولم أحاول استغلال حاجة الإنسان أيًّا كان، سواء كان مسلمًا أو غير مسلم، فعندما أقوم بتوزيع الغذاء لا أفرق بين أحد، وكان النصارى يأتون إليَّ ويقولون: كيف تعطينا وأنت تعرف أننا نصارى؟ فأقول لهم: هذا ليس بطولة من عندي، بل ديننا يأمرنا بذلك، وفي خلال 28 عامًا من العمل الدعوي لم أساوم إنسانًا على دينه، مقابل المساعدات، فمدارسنا مفتوحة لكل الناس، وكذلك الآبار، فالذين يمزجون الدين بالمساعدات خاسرون، ولقد رأيت هذا في أكثر من مكان.

نجاحات في القارة السوداء

يقول: لقد نجحنا في كثير من الأماكن، مثل منطقة الغبراء شمال كينيا وهي قبيلة قريبة من الإسلام، حيث يصومون رمضان ونصف شوال، ويحتفلون بيوم عرفة، حيث يذبحون ذبح المسلمين، وعندهم كثير من الأشياء المأخوذة من الإسلام، وعندهم قسم يعتبرونه مقدسًا لديهم عندما يقولون: نور الله، نور مكة والمدينة.

بنى الدكتور عبدالرحمن السميط أول مسجد في جمهورية ملاوي، وكان قد أسس في عام 1981 لجنة مسلمي إفريقيا، وبنى خلال فترة عمله في إفريقيا 4600 مسجد، ودفع رواتب 4000 داعية، وتكلف برعاية 15 ألف يتيم صار بعضهم اليوم سفراء أو وزراء أو خبراء في الأمم المتحدة أو ضباطًا في الجيش، كما بنى 6600 بئر ارتوازي، فضلًا عن المئات من مراكز الأيتام والمستشفيات والمستوصفات.

مدغشقر

يقول السميط: آخر مكان عشت فيه لمدة طويلة كان في جنوب شرق مدغشقر بالصومال، سكنت ثلاث سنوات وكان لي بيت، وكفلنا هناك أيتامًا وطلبة، وغير ذلك، وأنا أعتقد أن القبيلة التي كنت أسكن معها أصلهم من الحجاز، فقد كانوا يقولون: إننا أصلًا من قرية اسمها (جدة) وبجوارها قرية أخرى اسمها (مكة)، فيها رجل طيب نحبه كثيرًا اسمه (محمد)، لا يعرفون عنه أنه نبي، وكتابه مقدس، ويكتبون بالحرف العربي ولكن بلغاتهم، ويعرفون شيئًا من القرآن بأخطاء كثيرة، وعندهم شيء من الشعوذة، ولا يأكلون الخنزير ولا يحبون الكلب، ولا يأكلون إلا ما ذبح ذبحًا شرعيًّا، وبعضهم لديه مبنى مربع يذهبون إليه في السنة مرة واحدة، ويطوفون حوله سبع مرات، ويدعون عنده، ولذلك يسمونه «دعاني»، ودعاني بلغتهم تعني «بيت الدعاء».

التعليم

يقول: لقد اهتممت بالتعليم لأنني تألمت وبكيت عندما علمت أنه لا يوجد خريج مسلم واحد في كل ملاوي، وكان الناس من غير المسلمين يسمون المسلم «ألاسالي»، وهذه الكلمة تعني «الرجل المتخلف»، فأصبح ديننا دين تخلف، فقررنا أن يكون مفتاح التغيير للمجتمع في إفريقيا هو المدرسة، وفي فترة من الفترات كنا ندفع رسوم دراسة عن 95 ألف طفل سنويًّا، عندما كانت الدراسة هناك بأموال، والآن الدراسة مجانًا، وكانوا يأخذون من كل طالب حوالي نصف دينار كويتي.

العالم يساندنا

يقول: قبل أن نبدأ العمل في لجنة مسلمي إفريقيا وضعنا خططًا استراتيجية وأهدافًا نسعى لتحقيقها ووضعنا أوقاتًا لهذه الخطط… ومن الأشياء التي اعتمدنا عليها استهداف الطبقة الوسطى التي من الممكن أن تعطيني 20 أو 30 دولارًا كل شهر، وخاصة النساء الذين أعمارهم بين 25 و24 عامًا، لأن أغلبيتهن موظفات، وكانت هذه هي البداية، ولدينا الآن 840 مدرسة، و3 جامعات يدرس فيها نصف مليون طالب، كما تأتينا التبرعات من الخليج، وكذلك من المنظمات الدولية، وهذا يشكل 30% من عملنا، وهناك تبرعات تأتي من إفريقيا، وقد يستغرب أن كثيرًا من التجار في إفريقيا ورجال أعمال يتبرعون لنا سنويًّا، والغريب أنه في المدة الأخيرة بدأنا نعتمد عليهم أكثر من اعتمادنا على التبرعات من خارج إفريقيا، فهناك أحد الأشخاص من إفريقيا من بوركينا فاسو بنى 44 مسجدًا.. لكن صارت هناك منافسة بيننا نحن المسلمين، وبين بعض الكنائس– البروتستانتية- في مدغشقر حول قبيلة الأنتيمور، ويبدو أن الكنيسة وضعت خطة لتحويل هذه القبيلة إلى النصرانية، إلا أنه في خلال ثلاث سنوات عاد حوالي 200 ألف شخص إلى الإسلام، فجن جنون الكنيسة، وشعروا أننا نحطم أهدافهم، وخاطبوا السياسيين لطردنا وفعلًا طردنا بالرغم من أن العمل مازال مستمرًّا.

وأضرب مثالًا بقبيلة الغبرا التي أسلم منها 51% من سكانها، وعددهم أكثر من 100 ألف شخص، وبفضل الله فقد عاد كثير من القبائل إلى الإسلام، وخلال الـ28 عامًا الماضية أسلم في المناطق التي كنا نعمل فيها ما يقرب من 6.5 مليون شخص، ولا نجبر أي إنسان مهما كان على الدخول في الإسلام، لا عن طريق الإغراءات المالية ولا غيرها، لأن ذلك ضد قيمنا، فالناس فطرتهم قريبة من الإسلام، مشكلتنا أننا لم نوصل لهم الرسالة، وهذه هي الكلمة التي أسمعها في كل مكان.

ويدلل على كلامه بقوله: أمير قبيلة الرنديلي في كينيا أسلم، ثم أرسلناه إلى الحج بعد أربعة أشهر، فلما رجع من الحج كان غاضبًا غضبًا شديدًا، وقال: يا دكتور عبدالرحمن كيف يكون عندكم هذا الدين العظيم وأنتم نائمون؟  عندما ذهبت إلى الحج وجدت الملك والأمير والسفير يلبسون مثلي أنا، ويمشون إلى نفس الأماكن التي نذهب لها، فلماذا لا تتكلمون عن هذا الدين منذ زمن طويل؟ لماذا لم تأتوا إلا قبل 3 أشهر، فالناس لديهم استعداد لقبول الإسلام.

قالوا عن د.عبدالرحمن السميط

د.عبد الله المعتوق: “إن تكريم د.السميط خطوة كريمة ومستحقة لرجل ركز جل نشاطه الخيري في قارة إفريقيا من خلال لجنة مسلمي إفريقيا التي عرفت بجمعية العون المباشر لاحقًا، وفق أجندة خيرية تنطلق من أهداف إنسانية سامية أبرزها السعي لمسح دمعة اليتيم، ورعاية القرى الفقيرة تعليميًّا وصحيًّا واجتماعيًّا، وحفر الآبار، وبناء المدارس، ورعاية الملايين من المشردين والنازحين من جراء الكوارث والنزاعات الأهلية”.

****

زوجته (أم صهيب): “إن أي نجاح يحققه- في تشرفه بكونه خادمًا لإخوانه المحتاجين بإفريقيا- هو نجاح لي وللأولاد”.

****

فهد بن عبدالعزيز السنيدي مذيع إذاعة القرآن الكريم: “تذكرت تلك الليلة الشتائية عندما عمدنا إلى جذوع الشجر لنوقد النار للتدفئة فجلست وقد أحطنا بك من كل ناحية.. تحكي لنا حكايات رائعة.. ليست عن حب وغزل.. ولا عن شعر وزجل.. بل عن دعوة وإغاثة.. عن إسلام وراحة.. عن أقوام كانوا في ضلال فأنقذهم الله بالإسلام”.

****

الشيخ حمد سالم المري: “ضرب د.السميط أروع الأمثلة في حب الدعوة ونشرها من خلال العمل الخيري حتى ولو كانت الشعوب المستهدفة شعوبًا متخلفة لا يفهم لغتها ولا يفهم عاداتها وتقاليدها.. إنني قد أبخس حق الدكتور السميط بهذا المقال لأن الكلمات تعجز في ذكر مآثره وذكر ما قام به من خدمات جليلة في الدعوة للتوحيد، فبمجرد ذكر اسم إفريقيا أمام أي مواطن كويتي أو خليجي تقفز صورة الدكتور في ذهنه مباشرة، ورغم ذلك فإننا نسأل الله تعالى أن يشفيه ويجعل مرضه تخفيفًا لذنوبه ويصبغ عليه ثوب الصحة والعافية، فالكويت والخليج العربي وقارة إفريقيا مازالت في حاجة لدعوته ولجهوده الدعوية الخيرية”.

****

الشيخ أبو الهيثم محمد درويش: “ترك الطبيب المسلم عبد الرحمن السميط حياة الرفاهية والدعة بموطنه الكويت, ليجود بوقته وماله بل وأسرته في سبيل الله, من أجل أن يأتي يوم القيامة بما هو خير من حمر النعم, تعرض في حياته لمحن السجون وكان أقساها أسره على يد البعثيين.. فتح عبد الرحمن السميط قلبه للمسلمين بإفريقيا, ليجدد لهم دينهم وكأن الله بعثه مجددًا لهؤلاء في هذا القرن”.

ختامًا

كانت للدكتور السميط أمنية أخيرة وهي أن يذهب للعيش في إفريقيا، ومعه زوجته التي رافقته من خمس إلى ست مرات لإفريقيا، خاصة أن أولاده كلهم تخرجوا وتزوجوا.

______________

المصدر: مجلة البشرى.

[ica_orginalurl]

Similar Posts