أفضل الملائكة هو جبرائيل أو جبريل، خصه الله بالسفارة بينه وبين رسله، فكان ينزل بالوحي إليهم، وميكائيل: ومهمته هي المطر والنبات، واسرافيل: ومهمته هي النفخ في الصور يوم القيامة…

(مقتطف من المقال)

إعداد/ د. عادل مبارك المطيرات

الملائكة

خلقت الملائكة من النور: في صحيح مسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم كما وصف لكم).

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن وآلاه ثم أما بعد ..

قال تعالى في كتابه الكريم: “آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ” وقال تعالى “وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَـٰفِظِينَ كِرَاماً كَـٰتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ“.
يخبر سبحانه في الآية الأولى عن صفات المؤمنين الذين يؤمنون بأصول الإيمان، ويخبر في الآية الثانية عن أصل من هذه الأصول ألا وهو الإيمان بالملائكة، والإيمان بالملائكة واجب لا يتم إيمان المسلم إلا به، وعلى هذا فالإيمان بالملائكة ركن من أركان الإيمان، ومن أنكر وجودهم فهو كافر، قال تعالى: “وَمَن يَكْفُرْ بِٱللَّهِ وَمَلَـئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلاْخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَـٰلاً بَعِيدًا“.

ومجمل الإيمان بالملائكة الاعتقاد بأن الله تعالى خلق عالمًا أسماه الملائكة، لهم صفات وأعمال بينها ربنا سبحانه وتعالى.

فـ من هم الملائكة؟ وما هي أعمالهم؟ وما هي صفاتهم؟ وما أثر الإيمان بهم؟

الملائكة: خلق من خلق الله عظيم، طبعهم الله على الخير، مطيعون لأوامر الله سبحانه مسبحون عابدون لا يسأمون ولا يفترون. “يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ” “… لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ“.
خلقت الملائكة من النور: في صحيح مسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم كما وصف لكم).

ووجودهم ثابت في الكتاب والسنة، قال تعالى: “وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَـٰئِكَةِ إِنّي جَاعِلٌ فِى ٱلارْضِ خَلِيفَةً“، وفي صحيح مسلم من دعائه عليه الصلاة والسلام: (اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم).
وأفضل الملائكة هو جبرائيل أو جبريل، خصه الله بالسفارة بينه وبين رسله، فكان ينزل بالوحي إليهم، وميكائيل: ومهمته هي المطر والنبات، واسرافيل: ومهمته هي النفخ في الصور يوم القيامة.

أيها الأخوة: الملائكة لهم أعمال كثيرة متنوعة، جاء ذكرها في الكتاب والسنة منها:

1- حملة العرش: قال تعالى: “وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَـٰنِيَةٌ“.
ويعلمنا رسول الله عن عظم خلقهم فيقول كما ثبت في سنن أبي داود: (أذن لي أن أتحدث عن ملك من حملة العرش، رجلاه في الأرض السفلى، وعلى قرنه العرش، ومن شحمة أذنه وعاتقه خفقان الطير، سبعمائة عام، فيقول ذلك الملك: سبحانك حيث كنت).

2- قبض الأرواح: والموكل بذلك ملك الموت وله أعوان من ملائكة الرحمة وملائكة العذاب قال تعالى: “قُلْ يَتَوَفَّـٰكُم مَّلَكُ ٱلْمَوْتِ ٱلَّذِى وُكّلَ بِكُمْ“، ومن الخطأ تسمية ملك الموت بعزرائيل، فهذا لم يثبت به قرآن ولا سنة، والثابت في القرآن الكريم تسميته بملك الموت.
وقال سبحانه عن أعوان ملك الموت: “حَتَّىٰ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرّطُونَ“، وثبت في سنن أبي داود عن صفتهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن العبد إذا كان في إقبال من الآخرة وانقطاع من الدنيا نزلت إليه الملائكة كأن وجوههم الشمس فيجلسون منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الطيبة أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان… وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح ـ ثوب غليظ من الشعر ـ فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى سخط من الله وغضب).

3- خزنة الجنات: وعليها ملك هو (رضوان) فهو خازن الجنة ورئيس الخدم فيها قال تعالى: “وَالمَلَـٰئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مّن كُلّ بَابٍ”، وقال تعالى: “وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدٰنٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً“.

4- القيام بشؤون النار وأهلها: وعليها ملك هو مالك فهو خازن النار ورئيس الزبانية وعددهم تسعة عشر ملكا، قال تعالى: “وَنَادَوْاْ يٰمَـٰلِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَّـٰكِثُونَ“، وقال تعالى: “سَأُصْلِيهِ سَقَرَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ لاَ تُبْقِى وَلاَ تَذَرُ لَوَّاحَةٌ لّلْبَشَرِ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ”،وقال تعالى: “عَلَيْهَا مَلَـئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَّ يَعْصُونَ ٱللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ“.

5- الحفظة: وهم الموكلون بحفظ العبد من الجن والهوام والمصائب إلا شيء أذن الله به فيقع، قال تعالى: “لَهُ مُعَقّبَـٰتٌ مّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ“.

6- وهناك أعمال أخرى مختلفة لبعض الملائكة:
منها أنهم سياحون يبلغون رسول الله سلام أمته وصلاتهم لما ثبت في سنن النسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن لله في الأرض ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام).

ومنهم ملك موكل بالرحم لما جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله عز وجل قد وكل بالرحم ملكا فيقول: أي رب نطفة أي رب علقة أي رب مضغة، فإذا أراد الله أن يقضي خلقا، قال الملك: أي رب ذكر أو أنثى شقي أو سعيد؟ فما الرزق؟ فما الأجل؟ فيكتب كذلك في بطن أمه).

أما صفات الملائكة، فإن للملائكة صفات كريمة تتناسب وطهارة خلقهم وخلقهم وأعمالهم منها:

1- الحياء فهي تستحي استحياء يليق بحالها ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله كان جالسا كاشفا عن فخذه فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على حاله، ثم استأذن عمر فأذن له وهو على حاله ثم استأذن عثمان فأرخى عليه ثوبه، فلما قاموا، قالت: يا رسول الله استأذن أبو بكر وعمر فأذنت لهما، وأنت على حالك، فلما استأذن عثمان أرخيت عليك ثيابك، فقال: (يا عائشة ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة).

2- أنهم منزهون عن الأعراض البشرية من نوم وأكل وشرب وتعب، قال تعالى: “يُسَبّحُونَ ٱلْلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُونَ“.

3- دعاؤهم للمؤمنين ولعنهم للكافرين، قال تعالى: “ٱلَّذِينَ يَحْمِلُونَ ٱلْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبّحُونَ بِحَمْدِ رَبّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ ءامَنُواْ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُـلَّ شَىْء رَّحْمَةً وَعِلْماً فَٱغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ”، وقال تعالى: “إِن ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ ٱللَّهِ وَٱلْمَلـئِكَةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ“.

4- نفورهم من الروائح الكريهة والبيوت التي فيها مخالفات شرعية، في صحيح مسلم يقول عليه الصلاة والسلام: (من أكل الثوم والبصل والكراث فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه ابن آدم). وفي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم: (إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب أو صورة).

 أثر الإيمان بهم

فهو استشعار عظمة الله سبحانه وقدرته جل جلاله، فدقة المصنوع تدل على عظمة الصانع، وعظم خلق الملائكة دليل على عظيم سلطان الحق سبحانه: “ٱلْحَمْدُ للَّهِ فَاطِرِ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأرْضِ جَاعِلِ ٱلْمَلَـٰئِكَةِ رُسُلاً أُوْلِى أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَـٰثَ وَرُبَـٰعَ يَزِيدُ فِى ٱلْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلّ شَىْء قَدِيرٌ“.

ومن آثار الإيمان بالملائكة: فرح المؤمن مشاركة هذا الصنف من خلق الله في عقيدته وطاعته وإسلامه وتنفيذه لأوامر الله، فالمؤمن يجعل من ملائكة الرحمن مثلا كريما في انقياده وطاعته “لاَّ يَعْصُونَ ٱللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ“.

ومن آثار الإيمان بالملائكة: العزة والاستعلاء بوجود أعوان وأنصار يعينونه وينصرونه بأمر الله قال تعالى: “بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُمْ مّن فَوْرِهِمْ هَـٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مّنَ ٱلْمَلَـئِكَةِ مُسَوّمِينَ. وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ“.

ومن آثار الإيمان بالملائكة: الشجاعة والفداء، وعدم الخوف مما يقع من الأقدار، فإنما هي آجال، وعليه من ملائكة الرحمن حفظة فلا يصيبه إلا ما أذن به الله وحده جل في علاه، قال سبحانه: “قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَـٰنَا وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ“.

[opic_orginalurl]

Similar Posts