منزلة السنة في الإسلام: بين يدي الكتاب

تعد هذه الرسالة تفريغًا لمحاضرات كان يلقيها الشيخ المحدث – محمد ناصر الدين الألباني، في الدوحة عاصمة دولة قطر في شهر رمضان المبارك للعام ألف وثلاثمائة واثنان وتسعون من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، وقد بدأها المؤلف ببيان منزلة السنة النبوية، وأن منزلة السنة هي مع القرآن الكريم مصدر التشريع الأساس في الإسلام، مبينًا عوار الرأي والهوى، والتقول في الدين بغير دليل صحيح من كتاب أو سنة، وموضحًا ضعف حديث معاذ ابن جبل رضي الله عنه الذي يحتج به من يأخذون بالرأي(.. احكم بكتاب الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن لم تجد، قال: فبسنة رسول الله، قال فإن لم تجد. قال : اجتهد رأيي ولا آلو) وقد بين الشيخ – رحمه الله تعالى- ضعف هذا الحديث في سنده بما يجعله ساقطًا يبطل الاحتجاج به، كما بين فساد المتن وما به مما يخالف فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله، وما كان عليه عمل الصحابة والتابعين رضي الله عنهم.

منزلة السنة في الإسلام: محتوى الكتاب

وقد فصل الشيخ الألباني رحمه الله ما قدم له بأن السنة هي مع القرآن مصدر الأساس للتشريع بأكثر من مثال لبيان مقصوده، فضرب المثل الأول بقول الله تعالى في القرآن الكريم (السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءًا بما كسبا نكالًا من الله) وإن لم يبين القرآن حد السرقة الواجب فيه القطع، وكذلك لم يبين طريقة القطع هل هي بالسيف أم بسكين، كما لم يبين القرآن الكريم موضع القطع. فجاءت السنة فبينت كل ما أجمل في القرآن الكريم فبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن القطع في ما فوق العشرة دراهم – لا قطع إلا في ربع دينار فصاعدًا – أخرجه الشيخان، ومن حرز لا شبة فيه، وبين القطع لا يكون إلا بالسيف، كما بين أن موضع القطع هو للكف فقط دون الذراع، وكل هذا مبين بقول النبي صلى الله عليه وسلم وفعله وتقريره.

[ica_orginalurl]

Similar Posts