لا تزال البشائر تتوالى على صاحب صلاة الفجر .. ولا يزال حفظ الله تعالى مبذولاً إليه، فعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صَلَّى صَلاَةَ الصُّبْحِ فَهْوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ، فَلاَ يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِنْ ذ ذِمَّتِهِ بِشَىْءٍ، فَإِنَّهُ مَنْ يَطْلُبْهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَىْءٍ يُدْرِكْههُ، ثُمَّ يَكُبَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي نَاررِ جَهَنَّمَ) رواه مسلم.

(مقتطف من المقال)

يحيى بن موسى الزهراني

الفجر

تتوالى البشائر لأصحاب الهمم العالية، والمراتب السامية، فمن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله.

فضلت الصلاة على سائر العبادات إلا التوحيد، واصطفاها الله تعالى لتكون الفيصل بين الإيمان والكفر، عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاَةِ) (رواه مسلم)، وعن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاَةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ) (رواه الترمذي وغيره).

ومن بين الصلوات، خُصت صلاة الفجر بمزيد من الأجر، وعظيم الفضل، وحظيت بجزيل الثواب.

ورتب الشرع الحكيم على المحافظة عليها أجوراً لم ينلها غيرها من الصلوات، فصاحب صلاة الفجر محاط بالفضائل، ومبشر بعظيم البشائر، وقد عددنا بعضا من هذه البشائر في المقالة السابقة.. وبقيتها نعرضها في الجزء الثاني.

البشارة السادسة لمن حافظ وداوم على صلاة الفجر

رؤية الله عز وجل

يرجى لمن حافظ على صلاة الفجر والعصر ، الفوز برؤية الجبار جلا وعلا ، فعَنْ جَرِيرٍ بن عبد الله رضي الله عنه قَالَ : كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةً – يَعْنِى الْبَدْرَ – فَقَالَ: (إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لاَ تُضَامُّونَ _ تضارون _ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لاَ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا) يعني الفجر والعصر ، ثُمَّ قَرَأَ: “وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ“، قَالَ إِسْمَاعِيلُ _أحد رواة الحديث_ افْعَلُوا لاَ تَفُوتَنَّكُمْ [متفق عليه].

قال الحافظ ابن حجر: قال العلماء: ووجه مناسبة ذكر هاتين الصلاتين عند الرؤية، أن الصلاة أفضل الطاعات، وقد ثبت لهاتين الصلاتين من الفضل على غيرهما ما ذكر من اجتماع الملائكة فيهما، ورفع الأعمال، وغير ذلك، فهما أفضل الصلوات، فناسب أن يجازى المحافظ عليهما بأفضل العطايا، وهو النظر إلى الله تعالى يوم القيامة.

البشارة السابعة 

أجر قيام الليل

ثم تتوالى البشائر لأصحاب الهمم العالية، والمراتب السامية، فمن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله، يحصل له أجر عظيم، بمثابة من قام الليل كله لا ينام منه شيئاً، عن عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ) رواه مسلم.

البشارة الثامنة 

دعاء الملائكة

ما أعظم فضل الله تعالى لمن أطاعه، وعمل بمقتضى الكتاب والسنة المطهرة، فلا ينقطع الفضل بانقضاء الصلاة، ولا ينتهي بانتهائها، لكن المصلي ما يزال في أجر عظيم، وفضل كبير، تحيطه عناية الله، وتستغفر له ملائكة ربه، عَنْ علي بن أبي طالب رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (مَنْ صَلَّى الْفَجْرَ ثُمَّ جَلَسَ فِي مُصَلاَّهُ، صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلاَئِكَةُ، وَصَلاَتُهُمْ عَلَيْهِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ) رواه أحمد.

البشارة التاسعة 

أجر حجة وعمرة

إذا قويت عزيمته، وغلب نفسه، ودحر شيطانه، وجلس حتى تشرق الشمس، فقد فاز بأجر حجة وعمرة، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ _الفجر_ فِي جَمَاعَةٍ، ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ تَامَّة تَامَّةٍ تَامَّةٍ) رواه الترمذي وصححه الألباني.

البشارة العاشرة 

في ذمة الله وحفظه

لا تزال البشائر تتوالى على صاحب صلاة الفجر، ولا يزال حفظ الله تعالى مبذولاً إليه، فعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صَلَّى صَلاَةَ الصُّبْحِ فَهْوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ، فَلاَ يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِنْ ذ ذِمَّتِهِ بِشَىْءٍ، فَإِنَّهُ مَنْ يَطْلُبْهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَىْءٍ يُدْرِكْههُ، ثُمَّ يَكُبَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي نَاررِ جَهَنَّمَ) رواه مسلم.

من صلى الفجر لا يزال في حفظ الله تعالى، وفي كنفه سبحانه، لا يضره بإذن الله شيء، فهو معزز مكرم، محفوظ بحفظ الله له.

الله أكبر.. أرأيتم كم للمحافظ على صلاة الفجر، من خير وفضل، وكم يُضَيِّع المتخلف عنها من عظيم الأجر، نعم، إنه لا يُحرم من هذا الفضل إلا محروم _نسأل الله تعالى الثبات على دينه_ .

________________________________________________

المصدر: بتصرف يسير عن موقع صيد الفوائد

[opic_orginalurl]

Similar Posts