قال الإمام الشافعي: وَأُحِبُّ لِجيرَانِ الميت أَوْ ذِي قَرَابَتِهِ أَنْ يَعْمَلُوا لِأَهْلِ الْميت فِي يَوْمِ يَمُوتُ وَلَيْلَتِهِ طَعَامًا يُشْبِعُهُمْ فَإِنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ، وَذِكْرٌ كَرِيمٌ، وَهُوَ مِنْ فِعْلِ أَهْلِ الْخَيْرِ قَبْلَنَا وَبَعْدَنَا…

(مقتطف من المقال)

إعداد/ فريق التحرير

الميت

أجاز جمهور الفقهاء قراءة القرآن على القبر وإهداء ثوابها للميت.

للمتوفى في الشريعة الإسلامية طريقة خاصة في تجهيزه وتهيئته لإيصاله إلى مرقده الأخير استعدادا للقاء الله تعالى.

وخطوات تهيئة الميت ثابته لا تتغير إلا في حالات استثنائية سيأتي ذكرها في نهاية السلسلة، فما الذي يتوجب على المسلم فعله إذا تُوفي له قريب.. بدءا من لحظة الوفاة وانتهاءً بدفن المُتوفى وإيداعه القبر؟

أحكام متفرقة

*ما الحالات التي لا يُغسل فيها الميت ولا يُصلى عليه؟

الحالة الأولى: شهيد المعركة.. الرأي الراجح بين العلماء أن شهيد المعركة لا يُغسل ولا يُكفن ولا يُصلى عليه.. ويُدفن في ثيابه.. بدليل فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع شهداء غزوة أحد.

الحالة الثانية: سقط الجنين.. فإذا لم يبلغ أربعة أشهر فلا يُصلى عليه لأنه ليس إنساناً، ولم تنفخ فيه الروح، فإذا أسقط بعد أربعة أشهر من الحمل صُلي عليه.

*ما الحكم في حالات ضحايا التفجيرات والحرق والغرق.. كيف يتم تغسيلهم؟

إذا أمكن تغسيل الموتى في هذه الحالات غسلوا، وإن خيف تضرر الجسد بالغسل صب عليه الماء صباً ولم يمس، فإن خيف تمزق الجسد بالماء لم يغسَّل ويُيَممّ إن أمكن.. كالحي الذي يؤذيه الماء.

*هل يجوز أخذ الأجر على تغسيل الميت وتجهيزه؟

أجاز جمهور العلماء ذلك.

* ما حكم تبخير الميت.. وتبخير القبور؟

ذكر أهل العلم أنه يستحب تطييب الميت بما تيسر من الطيب أو البخور.. أما تبخير القبور فغير مشروع.. وقد نهى أهل العلم عن اتباع الجنازة بنار أو جمر.

*ما حكم زيارة القبور.. وقراءة القرآن بجوارها؟

تشرع زيارة القبور للاتعاظ بها وتذكر الآخرة، شريطة أن لا يقال عندها ما يغضب الرب سبحانه وتعالى؛ كدعاء المقبور والاستغاثة به من دون الله تعالى، أو تزكيته، والقطع له بالجنة، ونحو ذلك.

والمقصود من زيارة القبور شيئان:

أ – انتفاع الزائر بذكر الموت والموتى، وأن مآلهم إما إلى جنة وإما إلى نار، وهو الغرض الأول من الزيارة .

ب – نفع الميت والإحسان إليه بالسلام عليه، والدعاء والاستغفار له، وهو خاص بالمسلم، ومن الأدعية :(السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإن شاء الله بكم لاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية).

وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عنها (قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور فقد أذن لمحمد في زيارة قبر أمه فزوروها فإنها تذكر بالآخرة) رواه الترمذي وصححه، والنسائي وابن ماجه والإمام أحمد.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله، فقال: استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر بالموت) رواه مسلم.

وأما قراءة القرآن على القبر على النحو المعهود في بعض البلاد من استئجار قارئ ليقرأ القرآن، فلا يجوز ذلك، لأن هذا بدعة، وأما القراءة للميت وهبة ثوابها له فذهب الجمهور إلى جوازها.

*ما حكم صناعة أهل الميت طعام لإطعام المُعزين؟

السنة أن يبادر الجيران والأقارب والأصدقاء بصنع الطعام وإهدائه لأهل الميت؛ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما بلغه موت ابن عمه جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه في غزوة مؤتة قال: (اصْنَعُوا لِآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا، فَقَدْ أَتَاهُمْ مَا يَشْغَلُهُمْ) رواه الترمذي.

قال الإمام الشافعي: وَأُحِبُّ لِجِيرَانِ الْميت أَوْ ذِي قَرَابَتِهِ أَنْ يَعْمَلُوا لِأَهْلِ الْميت فِي يَوْمِ يَمُوتُ وَلَيْلَتِهِ طَعَامًا يُشْبِعُهُمْ فَإِنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ، وَذِكْرٌ كَرِيمٌ، وَهُوَ مِنْ فِعْلِ أَهْلِ الْخَيْرِ قَبْلَنَا وَبَعْدَنَا.

وقال ابن قدامة: يُسْتَحَبُّ إصْلَاحُ طَعَامٍ لِأَهْلِ الميت، يَبْعَثُ بِهِ إلَيْهِمْ، إعَانَةً لَهُمْ، وَجَبْرًا لِقُلُوبِهِمْ؛ فَإِنَّهُمْ رُبَّمَا اشْتَغَلُوا بِمُصِيبَتِهِمْ وَبِمَنْ يَأْتِي إلَيْهِمْ عَنْ إصْلَاحِ طَعَامٍ لَأَنْفُسِهِمْ.

لكن كره جمهور العلماء لأهل الميت أن يصنعوا طعاماً لتقديمه للناس، سواء كان ذلك يوم الموت أو في اليوم الرابع أو العاشر أو الأربعين أو على رأس السنة، فكل ذلك مذموم.

_____________________________________

المصادر:

1-الإسلام.. سؤال وجواب

https://islamqa.info/ar/220923

https://islamqa.info/ar/14287

https://islamqa.info/ar/153492

2-إسلام ويب

http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=7410

http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=1376

[opic_orginalurl]

Similar Posts