تُطرح الأسئلة طيلة الوقت من الملحدين موجهة صوب أصحاب الديانات.. بعضها في صورة استفسارات منطقية هادفة وأخرى في صورة شبهات وشكوك متعمدة لا تهدف إلا لإثارة الفتن والقلاقل.. أو من باب التسلية لا لطلب العلم والمعرفة الصادقة..  مبررين ذلك بعقليتهم النقدية الرافضة للقولبة وللتحكم الديني الذي ينافي العلم.. فهل جاء الوقت لطرح بعض الأسئلة على الملحدين ؟!.. إنها أسئلة فيما اختاروه لهم منهجا.. بالعلم نسأل وننتظر المجيب!!![1]

*لماذا يجب أن يكون هناك شيء بدلا من اللا شيء؟

*هل ثلاث وجبات دسمة ومصروف يد وكساء ودواء يمكن أن تكون عزاء كافيا لإنسان يعلم أنه وُلد ليموت؟

عندما آمن رأس الملحدين!

هناك إله*لماذا يتراجع أعظم مُلحد في القرن العشرين سير/ أنتوني فلو –فيلسوف الإلحاد ورأس الملحدين- الذي كانت كتاباته جدول أعمال الفكر الإلحادي طوال النصف الثاني من القرن العشرين، لماذا –وبعد أن بلغ الثمانين من العمر- فاجأ العالم في 9 ديسمبر عام 2004 أنه صار مؤمنا بالله؟

وقد أذاعت الأسوشتيد برس الخبر على النحو التالي: (الملحد الشهير يعود للإيمان بالله بدافع من الشواهد العلمية).

بل وأصدر في عام 2007 كتابه الشهير (هناك إله)، فكيف غير أشرس ملاحدة العالم أفكاره؟!

كانت أحد أشهر اعترافات سير/ أنتوني فلو أنه قال: (يقولون أن الاعتراف يفيد الإنسان من الناحية النفسية، وأنا سأدلي باعترافي، إن نموذج ظهور الكون من اللازمان و اللامكان شيء محرج جدا بالنسبة للملحدين، ذلك لأن العلم أثبت فكرة دافعت عنها الكتب الدينية).

*الكاتبة الإنجليزية الشهيرة/ كارين أرمسترونج في كتابها (مسعى البشرية الأزلي؛ الله لماذا؟) تقول: (أن الإنسان ليس حيوانا عاقلا، وإنما إنسان ديني، فالإنسان الأول هو نفسه صانع العبادات والمعتقدات والطقوس والرسوم على الكهوف وإنشاد المزامير، دائم التطلع إلى عالم آخر حقيقي، ولم يكن يخرج يصطاد إلا ويُخضع نفسه لطقوس غاية في التعقيد، وربما كانت توجد مدن في التاريخ بلا أسوار، بلا جيوش، بلا مصانع، لكن لم توجد مدينة بلا معبد.).

إذا ما هو المصدر الدارويني لغريزة التدين تلك؟؟؟

*حين اكتشف العلماء جزيء ال (DNA)  في خمسينيات القرن الماضي ظنوا أنهم اكتشفوا سر الحياة، وبعد خمسين عاما من الأبحاث المضنية اكتشفوا أن جزيء DNA  مجرد جزيء مركب بطريقة مذهلة ويحمل كل المعلومات الكيميائية، ولكن هذه المعلومات كالكلمات المطبوعة على ورق، كالشفرات المضغوطة على اسطوانة CD  تحمل أدق تفاصيل الكائن الحي، لكن في المقابل ثبت للبيولوجيين أن ال (DNA) بالآليات التي تم التوصل إليها حتى الآن يعجز تماما عن تشكيل الكائن على هيئته الحقيقية أي تحويله من مجرد معلومات إلى وجود حقيقي، إذ كيف يمكن أن تتحول كلمات نخطها على أوراق نصف فيها هيئة إنسان، مهما بلغت تفاصيلها ودقتها، إلى إنسان حقيقي من (لحم ودم)؟

لكن يبقى التساؤل الأهم: من الذي وضع الشفرة قبل فك التشفير؟

*لقد أجرى د. ويلدر بنفيلد مؤسس علم جراحة الأعصاب الحديث والحائز على نوبل، أجرى أكثر من ألف عملية جراحية لمرضى الصرع، وحاول أثناء إجرائه للجراحات تحت التخدير الموضعي أن يتوصل إلى موضع العقل داخل المخ البشري، وذلك عن طريق التنشيط الكهربائي لمراكز القشرة المخية، وعند تنشيط منطقة معينة من المخ كانت يد المريض تتحرك فيحاول المريض أن يمنعها بيده الأخرى.

وعندما ناقش بنفيلد مرضاه أجابوا بأنه هو الذي يحركها وأنهم لا يستطيعون منعها. معنى ذلك أنه بينما كانت إحدى يدي المريض تحت التحكم المباشر للنشاط الكهربائي للقشرة المخية كانت إرادة المريض تحاول أن تمنعها باستخدام اليد الأخرى، إن ذلك يؤكد أن للإنسان إرادة منفصلة عن النشاط الكهروكيميائي للمخ.

الإنسان شيء، والجسد المادي والنشاط الكهروكيميائي شيءٌ آخر تماما، لقد تبين للدكتور بنفيلد أن الإنسان شيء مستقل عن الجسد المادي، أعلى من الجسد المادي، والجسد المادي مجرد حاجز للإنسان.

لكن يبقى السؤال الأهم: أليست أبحاث وينفيلد تثبت ميتازيقية الإنسان ومادية الجسد؟

وللحديث بقية >>>

الهامش:

[1] – إضافة المحررة

_______________________________

المصدر: موسوعة الرد على الملحدين العرب، د. هيثم طلعت

[ica_orginalurl]

Similar Posts