كنت أطمئن عندما أرى المسجد وأشعر براحة كبيرة، وإلى الآن أتذكر أن في عقلي الباطن، كان عندي اعتقاد دائما بأنني سأعيش في بلاد المسلمين يوما ما، وسأشاركهم دينهم الإسلام .. بل سأكون منهم يوما، فقط لا أعلم متى يأتي هذا اليوم أو كيف…

(مقتطف من المقال)

البداية…

الإسلام

جلست أتجاذب أطراف الحديث مع الداعية، ثم أخبرتها أنني مستعدة بالطبع لأن أسلم.. لكنني أحتاج قليلا من الوقت كي أقرأ ما أعطتني إياه من الكتيبات وأستمع إلى السيديهات وأتصفح المواقع الإسلامية.

مريم.. أو ماريا مارتينيفا.. أسلمت في لجنة التعريف بالإسلام بدولة الكويت، وهي تعمل ممرضة في إحدى شركات التجميل.. تروي قصتها بنفسها وتقول:

(لم تكن تلك أول مرة أسمع فيها عن الإسلام، لأنني عندما كنت أعمل كممرضة في “صربيا” (بلدي)، قابلت الكثير من المسلمين من الأطباء والممرضين والمرضى، ولمست فيهم حسن الخلق والتعامل الراقي مع الناس، وراقبت كيف يؤثر فيهم دينهم إيجابا، ورأيتهم يمارسون طقوسهم الدينية بكل جدية ويحترمون دينهم كل الاحترام ويظهرون له كل التبجيل والتقدير.

ومنذ ذلك الحين، وأنا أفكر بهذا الدين، لأننا في صربيا والتي كانت أحد البلدان التابعة لدول الاتحاد اليوغوسلافي مع البوسنة و مقدونيا وسلوفينيا (يوغوسلافيا سابقا) والتي تمتاز بوجود إسلامي واضح، وكنت أقارن بين المسلمين وغيرهم، وكان المسلمون “يفوزون” في المقارنة دائما بل وبلا منافسة، لأن المسيحيين -ولا أريد قول هذا- لكن بعضهم ليس عندهم الاحترام الكاف لدينهم.

قرأت عن الإسلام كثيرا وغالبا كنت أتصفح الانترنت بحثا عن إجابات، حتى أتيت إلى الكويت، وأتذكر عندما كنت في صربيا، وكلما مررت بجانب مسجد، أو بجانب أناس يصلون، كنت أخشع معهم وأحس بإحساسهم، أشعر دائما أنني أنتمي إليهم، وأنني مسلمة في مكان ما في قلبي أو روحي أو في عقلي، وهناك “إسلام” في داخلي لا أعرف التعبير عنه.

كنت أطمئن عندما أرى المسجد وأشعر براحة كبيرة، وإلى الآن أتذكر أن في عقلي الباطن، كان عندي اعتقاد دائما بأنني سأعيش في بلاد المسلمين يوما ما، وسأشاركهم دينهم الإسلام .. بل سأكون منهم يوما، فقط لا أعلم متى يأتي هذا اليوم أو كيف.

الإسلام في صربيا…

وعندما سألتها عن صورة الإسلام بالنسبة لها في بلادها وقبل أن تعتنق الإسلام، أجابت على السؤال بشكل عام وبشكل خاص فشرحت قائلة: في بلادي هناك مسلمون وهم من يسمونهم بـ “الألبانيين” وهؤلاء سمعتهم كمسلمين مشوهة لدينا بسبب ما يتناقله الإعلام من أكاذيب على الإسلام، وما تروجه سياسات بعض البلدان من تشويه لصورة الإسلام والتي تخرب بشكل مباشر، وأضافت قائلة: أما أنا فقد كنت أعمل في مشفى كممرضة وتعاملت مع المسلمين وراقبتهم، فرأيت صورة الإسلام كما ينبغي أن ترى ولست ممن كانوا يكنون حقدا وكراهية تجاهه.

أتيت إلى الكويت للعمل مع أقاربي، وبدأت أكمل رحلة البحث، وزميلتي في العمل (التي أسلمت عاملتها مؤخرا) بدأت تنحرج من كثرة أسئلتي عن الإسلام أمام المسيحيات، إلى أن وعدتني أن تأتي بي إلى لجنة التعريف بالإسلام، حيث سأقابل إحداهن لمعرفة المزيد ولكي أكتشف هل هذا هو المسار الذي سأسلكه، وهل أنا مستعدة أم لا؟

ذهبنا إلى لجنة التعريف بالإسلام ذات يوم وفي الصباح الباكر، وجلست أتجاذب أطراف الحديث مع الداعية، ثم أخبرتها أنني مستعدة بالطبع لأن أسلم لأن هذا ما أردته دائما، لكنني أحتاج قليلا من الوقت كي أقرأ ما أعطتني إياه من الكتيبات وأستمع إلى السيديهات وأتصفح المواقع الإسلامية ثم سآتي إلى اللجنة عندما أكون مهيأة للنطق بالشهادتين.

لم يمر أسبوع واحد، حتى سرقت مني حقيبتي، لم أتضايق كثيرا، ولكن ما ضايقني فعلا هو أن الكتيبات والسيديات سرقت مني! فرجعت إلى اللجنة لآخذ منهم نسخا جديدة وأنا أشعر بالحرج الشديد، فقالت لي الداعية أنه ربما كان خيرا أن تسرق تلك الكتيبات فلربما اهتدى السارق ثم ضحكنا معا.

عدت بعد أسبوع لكي أحضر أول درس لي عن مبادئ هذا الدين العظيم، وأنا الآن متيقنة بأنه كان قدري أن أسلم وأؤمن أن لكل إنسان حرية في اختيار دينه، فلم أتنصر إلا لأن والدي نصرانيان والآن أؤمن أن الإله واحد وهو الله سبحانه وتعالى الذي لم يكن له ولد قط، وتحررت الآن من الديانة التي كانت تحتم علي الصلاة للإله ولعيسى دون أن أعرف من هو الإله ومن هو الابن؟!!

الأمر الذي دعاني إلى إعلان إسلامي في لحظة هي أجمل لحظات حياتي وأشهد أن لا إله إلا الله – وأشهد أن محمد رسول الله وأن عيسى بن مريم هو عبد الله ورسوله ..

أفتخر الآن أنني مسلمة، وأن ديني واضح وأعرف ما علي القيام به، وفهمت أخيرا لماذا كانت “جدتي” المسيحية والكبيرات في السن، الأكثر خبرة في الحياة والأكثر التزاما بالدين من غيرهن، تلبسن الحجاب!

_________________________________

المصدر: بتصرف عن موقع المنتدى الإسلامي العام

http://www.svt-assilah.com/vb/t169

[opic_orginalurl]

Similar Posts