صورة لأحد المسلمين يؤذن للصلاة من داخل المسجد.

قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “لو يعلمُ الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا…” (رواه البخاري ومسلم)

1 – الأذان في اللغة:

الإعلام بالشيء، قال الله تعالى: “وَأَذَانٌ مِّنَ الله وَرَسُولِهِ…” (سورة التوبة- الآية 9) أي إعلام. وقوله: “آذَنتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ…” (سورة الأنبياء- الآية 103) أي أعلمتكم فاستوينا في العلم. (النهاية في غريب الحديث لابن الأثير، باب الهمزة مع الذال،1/ 34، والمغني لابن قدامة، 2/ 53)

والأذان في الشرع:

هو الإعلام بوقت الصلاة بألفاظ معلومة مخصوصة مشروعة، وسُمِّي بذلك؛ لأن المؤذن يعلم الناس بمواقيت الصلاة، ويُسمَّى النداء؛ لأن المؤذن ينادي الناس ويدعوهم إلى الصلاة، قال الله تعالى: “وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ.” (سورة المائدة- الآية 58)

وقال سبحانه: “إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجمعة فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ الله…”  (سورة الجمعة- الآية 9)

2 – الإقامة في اللغة:

مصدر أقام، من إقامة الشيء إذا جعله مستقيمًا.

3 – الأذان والإقامة فرضا كفاية على الرجال دون النساء للصلوات الخمس المكتوبة، وصلاة الجمعة خامسة يومها، فهما مشروعان بالكتاب، لقول الله تعالى: “وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ” (سورة المائدة- الآية 58)

وقوله (سبحانه وتعالى): “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجمعة فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ الله…” (سورة الجمعة- الآية 9)

أما قوله؛ لقوله (صلى الله عليه وسلم) في حديث مالك بن الحويرث: “فإذا حضرت الصلاة فليؤذِّن لكم أحدكم وليؤمَّكم أكبركم.” (رواه البخاري ومسلم), فقوله (صلى الله عليه وسلم): “أحدكم” يدل على أن الأذان فرض كفاية.

قال ابن تيمية (رحمه الله): “وفي السنة المتواترة أنه كان يُنادى للصلوات الخمس على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وبإجماع الأمة وعملها المتواتر خلفًا عن سلف”. (شرح العمدة لابن تيمية، 2/ 96، وانظر: فتاوى ابن تيمية، 22/ 64)

والصواب أن الأذان يجب على الرجال: في الحضر، والسفر، وعلى المنفرد، وللصلوات المؤدَّاة والمقْضيّة، وعلى الأحرار والعبيد.

فضائل الأذان:

ثبت في فضائل الأذان والمؤذنين نصوص كثيرة، منها الفضائل الآتية:

1 – المنادي من الدعاة إلى الله:

قال الله تعالى: “وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى الله وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ.”  (سورة فصلت- الآية 33)

2 – المؤذِّنون أطول أعناقًا يوم القيامة:

لحديث معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: “المؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة” (رواه مسلم).

3 – يطرد الشيطان:

والأذان يطرد الشيطان؛ لحديث أبي هريرة (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: “إذا نُودي للصلاة أدبر الشيطان له ضُراط حتى لا يسمع التأذينَ، فإذا قُضِيَ النداءُ أقبل حتى إذا ثُوِّب للصلاة أدبَرَ، حتى إذا قُضِيَ التَّثْويبُ أقبلَ حتى يَخطُرُ بين المرء ونفسه، يقول له: اذكر كذا واذكر كذا لما لم يكن يذكر من قبل، حتى يظلَّ الرجلُ لا يدري كم صلى” (رواه البخاري ومسلم).

4 – لو يعلم الناس ما في النداء لاستهموا عليه:

وذلك لحديث أبي هريرة (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: “لو يعلمُ الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوًا” (رواه البخاري ومسلم).

5 – لا يسمع صوت المؤذِّن شيء إلا شهد له:

قال أبو سعيد الخدري (رضي الله عنه) لعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري: “إني أراك تحب الغنم والبادية، فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء؛ فإنه لا يسمعُ مدى صوت المؤذّن جنٌّ ولا إنسٌ، ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة، قال أبو سعيد: سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)” (رواه البخاري).

6 – يُغفر للمؤذن مدى صوته وله مثل أجر من صلى معه:

ودليله من حديث البراء بن عازب (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا) أن نبي الله (صلى الله عليه وسلم) قال: “إن الله وملائكته يصلون على الصف المقدَّم، والمؤذنُ يغفرُ له بمدِّ صوته، ويصدقه من سمعه من رطبٍ ويابسٍ وله مثلُ أجر من صلى معه” (رواه النسائي).

7 – دعاء النبي (صلى الله عليه وسلم) له بالمغفرة:

جاء في السنة من حديث أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “الإمام ضامنٌ والمؤذن مؤتمن، اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين” (رواه أبو داوود والترمذي) .

8 – الأذان تُغفر به الذنوب ويُدخِل الجنة:

لحديث عقبة بن عامر (رضي الله عنه) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: “يعجب ربكم من راعي غنمٍ في رأس شظيَّة بجبل يؤذن بالصلاة ويصلي، فيقول الله (عز وجل): انظروا إلى عبدي هذا يؤذنُ ويقيمُ يخاف مني، فقد غفرتُ لعبدي وأدخلته الجنة” (رواه أبو داوود والنسائي).

9 – من أذَّن اثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة:

لحديث ابن عمر (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: “من أذَّن ثنتَي عشرةَ سنةً وجبتْ له الجنة، وكُتِبَ لهُ بِكُلِّ أذانٍ ستونَ حَسَنةً، وبِكُلِّ إقامةٍ ثلاثونَ حسنةً” (رواه ابن ماجه).

10 – المؤذِّن خيار عباد الله:

وذلك لحديث ابن أبي أوفى (رضي الله عنه): أن النبي قال: “إن خيار عباد الله الذين يراعون الشمس والقمر والنجوم لذكر الله” (رواه الطبراني والبزار والحاكم).

11 – المؤذِّن إذا أذَّن وأقام صلى خلفه من جنود الله ما لا يُرى طرفاه:

لحديث سلمان الفارسي (رضي الله عنه)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “إذا كان الرجل بأرض قِيّ، فحانت الصلاة، فليتوضأ، فإن لم يجد ماءً فليتيمّم، فإن أقام صلى معه ملكاه، وإن أذن وأقام صلى خلفه من جنود الله ما لا يُرى طرفاه” (رواه الطبراني) .

__________________________

المصدر: كتاب الأذان والإقامة للشيخ سعيد بن وهف القحطاني.

[ica_orginalurl]

Similar Posts