يتناول كتاب «عبقرية التأليف العربي: علاقات النصوص والاتصال العلمي»، لمؤلفه الدكتور كمال عرفات نبهان، موضوع التأليف كظاهرة اتصال واستجابة لحاجات علمية وتعليمية وثقافية، والتي من أجلها ظهرت آليات وأصول في صنعة التأليف وتكوين النصوص في التأليف العربي الإسلامي.

وأجريت الدراسة في الكتاب، من مدخل ببليوغرافي ومعلوماتي واتصالي، وهي تهدف إلى معرفة مختلف أشكال العلاقات بين النصوص، وتصنيفها وتوضيح أبعادها وخصائصها وإبراز أهم نماذجها. ولفت نبهان في المقدمة نظر القارئ إلى أهمية توضيح مسألتين يعتبرهما على جانب كبير من الأهمية:

أولهما أن التأليف ليس ظاهرة قديمة وحسب، بل هو ظاهرة مستمرة، واستمرارها ضروري، ليس في الثقافة العربية وحدها بل في كل الثقافات. وثانيهما، أن هذه الدراسة ليست تأريخا للتأليف العربي، لكنها تُخضع بعض ظواهر التأليف كحالات للدراسات الاستقرائية، من أجل الخروج بتصنيف لعلاقات التأليف النصي وتحديد خصائصه وتسمياته.

ويقول مؤلف الكتاب عن الخصائص الاتصالية للنص: «إذا تناولنا النص في إطاره الاتصالي كرسالة، فإننا نقتصر على التعامل مع ثلاثة عناصر رئيسية في النموذج الاتصال للقراءة؛ وهي: المؤلف، النص، والقارئ. ويركز ايضا على شرح الخصائص الاجتماعية والثقافية للنص.

موضحا أنه في أي مجتمع أو ثقافة نجد أن هناك عناصر ثقافية عديدة، بعضها يحرص على تدوينه وتوثيقه، أما أكثرها فيتداول شفاهة، ومن هنا نجد أنفسنا في مواجهة»النص واللانص.. ويكتسب النص أهميته بالنسبة لثقافة معينة حينما تعترف هذه الثقافة بمدلوله. وتتكون مقومات أي ثقافة من مجموعة من النصوص، ففي ظل الحضارة العربية الإسلامية تتضح معالم أو شروط معينة لمؤلف النص«.

ويحاول د.نبهان حصر العوامل التي تمنح بعض النصوص قدرة على الاستمرارية والبقاء وتجاوز الزمن وقوانين التغيير، ومنها: قدسية النص، مصداقيته إذا كان إخباريا أو تاريخيا، المنفعة أو الوظيفة، الدلالة والفكرة، الجمالية والإمتاع، أصالة المنهج.

ويتناول في الفصل الأخير مجموعة من الملاحظات حول التأليف النصي؛ وهي: المحورية والتمركز، الاستخدام الكامل للنصوص، الاستجابة والملائمة، حدود التكرار والإبداع في التأليف النصي، تقاليد التأليف، تكامل التأليف النصي وأصول الصنعة، الخصائص التراكمية للعلم والنصوص، خدمة النصوص وتطويرها، مصفوفات علاقات التأليف النصي، والنموذج الاتصالي للتأليف النصي.

واحتوى الكتاب على كثير من المصطلحات التي صيغت لتكون رصيدا للببليوغرافي وعالم المعلومات والمخطوطات والنصوص، ومؤرخ العلم والناقد في حقل الأدب ومجالات أخرى كثيرة، ومن ذلك: المجانسة، التدريج، المعجمة، الموسعة، التزمين، النمذجة، المقايسة الببليوغرافية وغيرها. ذلك مع الحرص على البحث عن مقابل لها بالإنجليزية لوصل الحلقات بين الحضارات.

[ica_orginalurl]

Similar Posts