يعد موسم الحج بالنسبة للمسلمين “الجدد” القادمين من أوروبا وآسيا واستراليا والأميركتين، تجربة فريدة، إذ لا يقتصر على الارتقاء بالجانب الروحي وأداء الفريضة، بل يتعداه ليكون منطلقًا لحياة جديدة يتحولون فيها إلى سفراء للإسلام في بلادهم، ومنبرا دعويًا يشهر خلاله المئات من أقاربهم إسلامهم في جو إيماني مفعم بالسعادة والحماس لأداء المناسك.

واعتبر مدير مؤسسة “إمبريس” آدم كلويك -وهو بريطاني أسلم قبل 11 عامًا ويشرف على رحلات حج المسلمين الجدد- أن هؤلاء المسلمين الجدد بعد أدائهم فريضة الحج يشكلون جسرا بين مجتمعهم والمسلمين، وجسرًا مع غير المسلمين، مشيرًا إلى أن كل مسلم جديد يعود إلى أوروبا محملا بكل إيجابيات الحج.

وأوضحَ أن جميع المسلمين بما فيهم الجدد يتعلمون دروسًا كثيرة وعظيمة الفائدة في الحج؛ الذي سماه “رحلة الحياة والعمر”، مبينًا أنها تتمثل بـ”الأخوة والصبر والوحدة والتعاون بين الناس والتقرب إلى الله إضافة إلى الجهاد الجسدي والروحي”.

تجارب إيمانية للمسلمين الجدد خلال رحلة الحج المباركة

من جانبه، يروي نور الدين ولدمان وهو هولندي أسلم قبل ثلاث سنوات ويحج لأول مرة، كيف دخل الإسلام بعد دراسة وقراءة مستفيضة استمرت أربع سنوات، مشيرًا في حديثه للجزيرة نت إلى أنه اكتشف في الحج معنى أوسع لمفهوم الأمة، كما ازداد حبه للقرآن الكريم عندما رأى الناس على اختلاف ألوانهم وألسنتهم يتلون آياته بخشوع.

ورغم أن ولدمان يصنف نفسه بأنه “غير عاطفي” فهو يقول إن مشاعر جياشة انتابته عندما شاهد الكعبة لأول مرة فلم يستطيع أن يمنع دموعه، وانخرط في دعاء لله تعالى أن يمن بالهداية على والديه، حيث إن والدته مسيحية ووالده ملحد.

ويفضل ولدمان عدم تسرع المسلمين الجدد في الذهاب إلى الحج، وينصحهم بتأجيل هذه الفريضة إلى حين قراءة سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وإتقان أركان الإسلام من صلاة وصوم وزكاة، ثم يأتي دور الحج ليرى المسلم الكعبة التي كان يتجه إليها في كل صلاة.

ورغم قصر مدة إسلامه فإن لدى ولدمان أنشطة دعوية تشمل مؤسسة “اكتشف الإسلام” الهولندية التي يسلم عبرها نحو 500 شخص سنويا، و”الباحث عن المساجد” وهو موقع إلكتروني بالهولندية يتضمن معلومات عن المساجد في هولندا ومواقعها وعددها الذي يزيد على 450 مع توضيح اللغة التي تقدم بها خطبة الجمعة في هذه المساجد وتحديد ما يوجد فيه أماكن للنساء منها.

حياة جديدة

وفي منى أيضًا في رحلة الحج 1437هـ هذا العام؛ التقينا الفرنسي آلن كلوب الذي أطلق على نفسه اسم علي، حيث روى كيف أن الحج كان بداية لحياة جديدة أشعرته بالقرب من الله ومن الناس وبالسعادة الحقيقية.

ويضيف كلوب الذي أسلم في مارس/ آذار الماضي بعد أسابيع من وصوله للسعودية للعمل بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا، أنه يتمنى أن يكون قدوة لابنتيه لتعتنقا الإسلام.

____________________________________

موقع الجزيرة مباشر بتصرف

[opic_orginalurl]

Similar Posts