خـاتم الأنبيـاء

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على قائد الغرِّ المُحَجَّلين ، سيدنا ونبيِّا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد … فإن الحديث عن نبيينا محمد  ليس كحديثٍ عن غيره ؛ إنه حديث عن أعظم إنسانٍ خلقه الله عز وجل ، وأكمل بشرٍ مشى على ظهر هذه الأرض ، وأفضل رسول أرسله الله جلَّ وعلا إلى هذه البشرية ، فهو إذاً سيّد العالمين ، وإمام المتقين ، وخاتم النَّبيين ، وحبيب ربِّ العالمين . وفي هذه الصفحات القليلة نحاول أن نُعرِّف القارئ الكريم بشيءٍ مما يتعلق بشخصيته وحياته وسيرته ؛ فنقول وبالله التوفيق :  هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف … ينتهي نسبه إلى نبي الله إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام . وأما أُمُّه فهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة . وقد ولدته أُمُّه سَويّ الخِلْقة، جميل الصورة، صحيح الجسم . وكانت ولادته عام الفيل الموافق لعام خمسمائة وإحدى وسبعين للميلاد . 

وُلد في مكة المكرمة ، ونشأ بها يتيماً ؛ فقد مات أبوه وهو حَمْلٌ في بطن أمه ، ثم ماتت أمه وهو في السادسة من عمره ، فتكفَّل به جدّه عبد المطلب ثم مات ، فتكفَّل به عمه أبو طالب ونشأ في كنفه ورعايته.  عمل برعي الغنم في صباه كما هي سنّة الله مع أنبيائه ؛ قال r : (مَا بَعَثَ الله نَبِيًّا إِلاَّ رَعَى الْغَنَمَ فَقَالَ أَصْحَابُهُ وَأَنْتَ فَقَالَ نَعَمْ كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلَى قَرَارِيطَ لأَهْلِ مَكَّةَ) [رواه البخاري]. ثم عمل بالتجارة ، وتزوج من السيدة الفاضلة العاقلة خديجة بنت خويلد القرشيّة رضي الله عنها ، وأنجب منها من الذكور : القاسم ، وهو الذي كان يُكنَّى به ، وعبد الله . ومن الإناث : زينب ، ورُقيّة ، وأُمّ كلثوم ، وفاطمة رضي الله عنهم جميعا . وأنجب إبراهيم من السيدة مارية القبطية التي أهداها إليه المُقَوْقس مَلِك مصر في زمانه ، وقد مات جميع الذكور في حياته وهم صغار ، وأما بناته فماتوا أيضاً في حياته لكن بعدما كبرنَّ وأسلمنَّ وتزوجنَّ ، إلا فاطمة رضي الله عنها فإنها ماتت بعده بستة أشهر.

[ica_orginalurl]

Similar Posts