حقوق الجار.. من أميز الحقوق التي حثت عليها الشريعة الإسلامية، وأكثرها تحقيقا للراحة والطمأنية.. فمن ذا الذي لا يشعر بسلام وهو آمن في منزله مطمئن لوجود أخ في الجوار يهتم لأمره ويحافظ على حرمات أسرته، ويصون غيابه وحضوره[1]

إعداد/ فريق التحرير

حقوق الجار

حدد الإسلام حدود الجيرة بأربعين منزلا من كل اتجاه.

لقد شرع الإسلام نظاماً فريداً، يَضمن لُحمة المجتمع الإسلاميّ، وتَراحمه، وشَرع الحقوق و الواجبات بين المجتمع الإسلاميّ بتكويناته المتعددة في البيت، والأسرة، والحي، والبلد، والمدينة، والدولة بأسرها، حرصاً على المجتمع، وكل ما من شأنه أن يَضمن سعادته وتَطوّره، وذلك في حال التزام كل فردٍ من أفراد المجتمع بما عليه من حقوقٍ للآخرين، فمتى التزم كل إنسانٍ بواجباته، وأدَّاها على الوجه الصحيح يتحقق سببٌ من أهم أسباب السعادة على صَعيد الفرد والمجتمع.

وقد ربطت الشريعة الإسلامية بين المؤمنين جميعا برباط الإيمان والمحبة فقال تعالي “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ…”  (الحجرات:10) كما بين النبي صلى الله عليه وسلم لنا أساس التفاضل في العلاقات فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (خَيْرُ الْأَصْحَابِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ وَخَيْرُ الْجِيرَانِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ) رواه الترمذي.

إن ما يميز شريعة الإسلام عن سواها من الشرائع والأديان هو شمولها لكافة مناحي الحياة وعمومها لكافة الخلق، ذلك أن الشريعة الإسلامية جاءت لتصحح مسار الحياة الإنسانية وترسم لها الطريق القويم والمنهج الواضح السليم في التعامل وفق تعاليم واضحة مفهومة سهلة التطبيق.

 لهذا نهض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ـ وسلفنا الصالح بتلك الرسالة مطبقين تعاليمها عمليا فيما بينهم وبين خالقهم وفازوا بسعادة العاجل والآجل، بل إن في التزام أولئك النفر بتطبيق معايير الإسلام وتعاليمه عليهم وعلى غيرهم ما يدعو إلى الاعتبار والانبهار.

 ومن تلك القواعد التي أرستها الشريعة الإسلامية في التعامل ما بين الناس.. حقوق الجار. لذلك كان لزاما علينا لكي نحقق السعادة لأنفسنا ولأمتنا كما سعد أسلافنا أن نتحدث عن الجار في الإسلام، والحديث عن الجار يتضمن هذه العناصر الرئيسية التالية:

 أولاً: تعريف الجار

 ثانيًا: حدّ الجوار

 ثالثًا: مراتب الجيران

رابعًا: منزلة الجار في الإسلام

خامسًا: حقوق الجار في الإسلام

سادسًا: أثر الاهتمام بحقوق الجار على المجتمع المسلم

سابعًا: نماذج مضيئة من حياة السلف في معاملة الجيران

أولا: تعريف الجار

الجار هو من جاورك جوارًا شرعيًا، سواء كان مسلمًا أو غير مسلم، برًا أو فاجرًا، صديقًا أو عدوًا، محسنًا أو مسيئًا، نافعًا أو ضارًا، قريبًا أو أجنبيًا، بلديًا أو غريبًا. في المنزل والمسكن أو الحقل .

ثانيا: حد الجوار

ذهب العلماء إلي أنه أربعون دارًا من كلّ ناحية، فقد روى القرطبي أن رجلا أتى النبي – صلى الله عليه وسلم-  فجعل يشكو جاره، فأمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يُنادَي على باب المسجد (ألا إن أربعين دارا جارا.. ألا إنّ أربعين دارًا جارًا)، أربعون جارًا من أربع جِهات، وهناك عشرة نحو الأعلى، أو أقلّ من ذلك، هؤلاء كلّهم جيرانك.

ثالثا: مراتب الجيران

الجيران ثلاثة: جار له حق واحد وهو غير المسلم، له حقّ الجوار.

وجار له حقان وهو المسلم، له حقّ الجوار وحق الإسلام.

وجار له ثلاثة حقوق مسلم له رحم، له حق الجوار والإسلام والرحم.

وإلى توضيح المزيد من العناصر في المقالات القادمة…

الهامش:

[1] – إضافة المحررة

___________________________________________

المراجع:

  • موقع منارات

http://bit.ly/2pVRNh6

  • موقع موضوع

http://bit.ly/2pTc87B

[opic_orginalurl]

Similar Posts