تاريخ تدوين السنة : وشبهات المستشرقين، هذا الكتاب هو عبارة عن رسالة علمية بحثية قدمها الطالب – حاكم عيسان المطيري، لنيل الدرجة العلمية (الدكتوراه) في الحديث النبوي الشريف وعلومه من جامعة برمنجهام بالمملكة المتحدة لعام ألف وتسعمائة وست وتمانون من ميلاد السيد المسيح، ثم ارتأت جامعة الكويت أن تطبعها لتدرس على طلبة قسم (التفسير والحديث الشريف) بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت فقامت بطبعه وتدريسه بداية من العام ألفان واثنان من ميلاد المسيح عليه السلام.

تاريخ تدوين السنة: مقدمة

يقدم المؤلف في هذه المقدمة بين يدي بحثه للحالة العلمية التي كانت منتشرة في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام من عدم الاهتمام بعلوم القراءة والكتابة، بل كان شغل القبائل العربية الشاغل في هذه الحقبة التاريخية الاهتمام بالشعر والبيان وتدوين الدواوين الشعرية في الفخر والأنساب، لهذا جاء إعجاز القرآن الكريم بياني، حيث تحدى العرب بأن يأتوا بسورة واحدة من مثله فعجزوا أن يأتوا بها، ولم يكن للعرب أي اهتمام بالكتابة والتدوين بغير الشعر والبيان إلا ما كان من أفراد معدودين اهتموا بالكتابة على خلاف المعهود بين العرب جميعًا في ذلك العصر، لذلك قَلّ من تجده يكتب في بداية البعثة النبوية المباركة، إلا أن جاء القرآن وحث المسلمون على القراءة والكتابة والعلم، فبدأ الكثير من الصحابة رضي الله عنهم يتعلمون ويهتمون بتدوين السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

تاريخ تدوين السنة: الباب الأول

وقد اهتم المؤلف في باب الكتاب الأول ببيان الأحاديث الصحيحة الثابتة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم التي تحث على كتابة كل ما ينطق به لسانه صلى الله عليه وسلم حيث أنه لا ينطق إلا حقًّا أو لا ينطق إلا وحيًا، ثم وثق المؤلف لمراحل تدوين السنة النبوية الشريفة بداية من عصر النبوة المباركة إلى منتصف القرن الثاني الهجري، وقد أورد المؤلف جملة من الأحاديث التي كتبت بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم، ثم عَدد لقسم آخر من الأحاديث كتبت بإذنه صلى الله عليه وسلم، ثم ما كتبه الصحابة بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، ثم ما كتبه التابعون من السنة والأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ما كتبه تابعي التابعين والسلف الصالح حتى منتصف القرن الثاني الهجري.

تاريخ تدوين السنة: الباب الثاني

وقد عنون المؤلف لهذا الباب بعنوان (آراء المستشرقون حول تدوين السنة ومناقشتها) وقد أورد المؤلف في هذا الباب جملة من آراء المستشرقين وعلى رأسهم كارل بروكلمان، وجولدستيهر- وقد ناقش المؤلف جميع هذه الآراء، وفند ما جاء منها للتشكيك في تأخير تدوين السنة إلى منتصف القرن الثاني الهجري، وأنها بهذا أصابها الكثير من التحريف والتبديل، حيث بين المؤلف مدى العناية الفائقة التي كان يوليها الجيل الأول من الصحابة والتابعين وتابعيهم للرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيمة الإسناد الذي اختصت به الأمة المحمدية في حفظ الحديث النبوي الشريف.

تاريخ تدوين السنة: الباب الثالث

خصّ المؤلف هذا الباب بالحديث عن-  كتب أحاديث الأحكام ومراحل تطورها – من مرحلة الأسانيد إلى مرحلة الاختصاص، وقد أورد المؤلف في هذا الباب بحثًا فريدًا في بابه عزيز في موضوعه، حيث يوثق المؤلف لكتب الأحاديث الخاصة بالأحكام الفقهية والمسائل الفرعية، منذ عصر النبوة إلى عهد التدوين، وكيف تطورت هذه الكتب من حيث الجمع والترتيب حتى أُفردت لها المصنفات، وشرحت لها الشروح، ودور المحدثين الفقهاء في تطور هذا الفن بصورة كبيرة وكبيرة للغاية، بداية من مالك ابن أنس إمام دار الهجرة، ومرورًا بمحمد ابن إدريس الشافعي، وأحمد بن حنبل، وكلهم من أعلام وفحول الحفاظ المحدثين، ومن أئمة الفقه والفروع، فساهموا بفصل هذه الأحاديث في مصنفات منفصلة، وخصصوا لها المؤلفات الفقهية حسب أبواب الفقه ومسائله.

[ica_orginalurl]

Similar Posts