لينا.. سيدة سويدية في الرابعة والثلاثين من عمرها.. أعلنت إسلامها عام 2006.. ولإسلامها قصة عجيبة.. فقد حاولت تصيد الأخطاء في القرآن بعد تحدٍّ من أحد الأشخاص على شبكة الإنترنت .. فجذبتها آيات الله تعالى من حيث لا تشعر..

إعداد/ فريق التحرير

الإنترنت

في إحدى الليالي وبينما أتحدث مع مجموعة من الأشخاص عبر الإنترنت.. إذا بشاب يتحدث ويقول: على الإنسان أن يقرأ القرآن.. فهتفت في نفسي: ما هذا الهراء.. يردينا أن نقرأ هذا الكتاب القديم البالي؟؟!!

تحكي (لينا) قصتها قبل الإسلام قائلة: كنتُ أعيش هنا في السويد كما يعيش معظم الناس.. لم أكن مؤمنة ولا كنت أعتقد أن الله موجود أساسا.. وقرأت عن الكثير من الأديان ولكن مع ذلك لم أؤمن بوجود الله نهائيا.

كنتُ أذهب إلى الحفلات.. أستمتع بحياتي نوعا ما.. لكن بداخلي كنت أتفكر دوما في معنى الحياة، ولم أعتقد أنها مجرد أكل وشرب وممات.

تزوجتُ قبل إسلامي برجل عربي مسلم وأنا في العشرين من عمري.. ولكنه لم يكن متدينا.. ولم يكن الإسلام يوما جزءا من حياته.. حتى أنني ما رأيته يوما يتوضأ أو يقرأ القرآن.. ولأسباب مختلفة حدث بيننا الانفصال.

كنت ُصغيرة ومحطمة بعد طلاقي.. وفي مرحلة صعبة من حياتي.. فما وجدت غير الإنترنت ملاذا.. أدخل على مواقع الدردشة المختلفة وأتحدث مع الكثير من الناس.. وفي إحدى الليالي وبينما أتحدث مع مجموعة من الأشخاص.. إذا بشاب يتحدث ويقول: على الإنسان أن يقرأ القرآن.. فهتفت في نفسي: ما هذا الهراء.. يردينا أن نقرأ هذا الكتاب القديم البالي؟؟!!

لذا أردت تحدِّيه.. وإثبات أنه ليس كتابا جيدا فيه كل حلول الأزمات ويستحق القراءة كما يزعم..

بداية خيط الهداية عبر الإنترنت !

تكمل (لينا) قائلة: فكرت أن أدرس القرآن جيدا.. وأكتشف الأخطاء.. وأضعها أمام هذا الشاب.. وأقول له: ماذا تقول عن كل هذا؟.. أين ربك الآن؟!!!

لكن المفاجأة أنني لم أجد أي خطأ في كتاب الله، بل على العكس أوقفتني آية في سورة إبراهيم جعلتني أؤمن بوجود الله تعالى، وأوقن بوجود الجنة والنار.. “مِّن وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَىٰ مِن مَّاءٍ صَدِيدٍ. يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ ۖ وَمِن وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ” (إبراهيم:16-17).

انزعجتُ كثيرا عند قراءتي لتلك الآية، وشعرت بقشعريرة تسري في جسدي.. وأحسست وقتها أنني أؤمن بوجود النار غم أنني وقتها كنت لازلت على الإلحاد!.. لكن بلا شك من هذه اللحظة تغيرت حياتي تماما.

اكتشفت أن الله هو الحق

اعتقدت أن الله أراد لي معرفة الإسلام بتلك الطريقة.. وعرفت وقتها فقط أن هذا الشاب كان يقوم بعمل دعوي وأنني وقعت في هذا الفخ الطيب والحمد لله.. فقد أراد لي أن أدخل الإسلام.. وكنت أريد أن أثبت أنني على الحق.. فاكتشفت أن الله هو الحق.

قررت أن أعتنق الإسلام وأنطق الشهادتين عندما فهمت وجود الله تعالى.. وظللت أفكر عدة أيام، وكنت خائفة.. فسألت أحد الأشخاص على الإنترنت عن كيفية النطق بالشهادة فأرشدني.. ولم يكن معي شهود سوى الله تعالى.. فتطهرت ونطقتها.. ودعوت الله كثيرا.. وشعرت بحبل حب يمتد مع الله.. كان إحساسا جميلا.

وكان الأمر سهلا بفضل الله على والديّ.. فقد كنت أعيش مع أختي التي تصادف حملها في طفلها الأول في نفس الأيام.. فاتفقت معها على ألا تخبرهم بخبر حملها حتى أخبرهم أنا بإسلامي، ثم تخبرهم هي بأمرها فينسون أمري.

وبالفعل تم الأمر بهدوء إلا من سؤال أبي: هل سأرتدي الحجاب؟.. فأجبته: نعم.. وأقدمت على خطوة ارتدائه بعد أربعة أو خمسة أشهر تقريبا بعد تخوف طويل من تلك الخطوة ومن أي تمييز يمكن أن يُمارس ضدي.. لكن هذا الأمر أيضا مرَّ دون عناء بفضل الله، وأنا الآن فخورة بحجابي.

الابتلاء يأتي..

برغم خوف لينا أكثر من مرة.. من خطوة إسلامها، وخطوة ارتداء الحجاب.. ومرور الخطوتين بدون مشاكل.. إلا أن ابتلاء آخر أصابها.. وربما كان هو الأقسى…

تقول (لينا): دائما ما أحاول أن أنظر إلى الخير الذي يصلنا من وراء الشر.. وأكثر الآيات التي تؤكد لي تلك الحقيقة قول الله تعالى: “إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا” (الشرح:6).. وفي الترجمة السويدية للقرآن الكريم.. كانت دائما ما تكتب بأن (بعد العسر يأتي اليُسر) إلا أنني كنت أعلم معناها باللغة العربية.. أن الإنسان إذا مر بابتلاء شديد فسيصاحب العسر اليسر.

فقد كنت حاملا في طفلي الأول.. وكنت شديدة الشوق لرؤيته.. وعندما وضعته أحسست بغريزة الأم أن به خطبا ما.. وبرغم طمأنت الأطباء لي وتشخيص المرض على أنه أمر طبيعي.. كان إحساسي بالخطر أقوى.. وبالفعل تُوفي طفلي بعد أيام.. وفي لحظة فصل أجهزة التنفس عنه –حيث أنه كان قد مات دماغيا- سجدت باكية لله تعالى، وأحسست أن الله ابتلاني لأصبح مسلمة أفضل.. فتعجبت أمي؟ وقالت: أين الخير في هذا؟؟؟!!.. فأجبتها: لقد ابتلاني الله لأكون مسلمة أفضل.

تعيش (لينا) حاليا محاولة استخدام منصات التواصل الاجتماعي للعمل في مجال الدعوة الإلكترونية عبر الإنترنت.. تلك المنصة التي كانت نقطة انطلاقها لطريق الهداية.. فاللهم ثبتها على الهداية.

للاستماع لنص الحوار يمكن متابعة الفيديو التالي:

المصدر: لقاء حواري ضمن سلسلة حلقات الجزء الثاني من برنامج (بالقرآن اهتديت) بصحبة الداعية الشيخ/ فهد الكندري

[ica_orginalurl]

Similar Posts