إن الذي يعايش المسلمين ويعرف الإسلام يدرك أن المرأة المسلمة تتبوأ في المجتمع الإسلامي مكانة عالية، مكانة تحفظ لها كرامتها وتحفظ إنسانيتها وتصون عفافها.

المرأة

فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ…

إن الإسلام يقرر الحقيقة الأزلية التي تزيل الهوان الذي وصمت به الأديان المحرفة المرأة. الإسلام يقول أن المرأة خلقت من الرجل، وأن خلق المرأة نعمة ينبغي أن يحمد الرجال ربهم على إيجادها. قال تعالى:

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” (الروم:21).

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا” (النساء:1).

والمرأة في أمام التكاليف الشرعية كالرجل، فُرض الله عليهما القيام بالتكاليف الشرعية وهي تُحمد إذا استجابت لأمر الله، وتُذم إن تنكبت الصراط السوي:

مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” (النحل:97).

فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ…” (آل عمران:195).

واقرأ قول الله تعالى:

إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا” (الأحزاب:35).

 والتناصر في المجتمع الإسلامي، والقيام بالأعباء الاجتماعية يشمل الرجال والنساء:

وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ” (التوبة:71).

وإيذاء المؤمنات في المجتمع الإسلامي المؤمنين يمقت الله صاحبه، وهو عمل يستوجب العقوبة في الدنيا والآخرة:

وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا” (الأحزاب:58)

 والمرأة في المجتمع المسلم عليها أن تتعلم ما ينفعها من علوم الدنيا والآخرة وما خبر تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم للنساء، و حضور النساء الجمعة، و استماعهن لخطب الرسول صلى الله عليه وسلم بسرّ، وقد ثبت أن الشفاء بنت عبد الله القرشي علمت أم المؤمنين حفصة الكتابة، وكان ذلك بإقرار الرسول صلى الله عليه و سلم إياها على ذلك.

وقد صحح الشيخ ناصر الدين الألباني أيضا بعض طرق حديث (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة) أي بزيادة لفظ (مسلمة).

 وجعل الإسلام للمرأة حق أن تتملك وتتصرف في مالها في الوقت الذي لازالت بعض دول أوروبا لم تعطها هذا الحق بعد.

وجعل من حق المرأة أن تُستأذن في أمر زواجها ولها الحق في أن ترفض، وليس لولي الأمر أن يلزمها بالزواج ممن لا ترضاه زوجا.

 فقد روى أحمد والنسائي من حديث ابن بريدة وابن ماجه من حديث عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: (جاءت فتاة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت إن أبي زوجني من ابن أخيه ليرفع بي خسيسته.. قال: فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمر إليها، فقالت: قد أجزت ما صنع أبي، و لكن أردت أن أعلم النساء أنه ليس إلى الآباء من شيء)، تعني أنه ليس لهم إكراههن على التزوج بمن لا يرضينه.

وجعل الإسلام للمرأة حقوقا على زوجها، كما جعل للزوج حقوقا عليها، قال تعالى: “… وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ“(البقرة:228).

 والمراد بهذه الدرجة درجة القوامة التي نص الله عليها في قوله: “الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ…” (النساء:34).


المصدر: كتاب/ نحو ثقافة إسلامية أصيلة، د. عمر سليمان الأشقر، ص:242

[ica_orginalurl]

Similar Posts