لأصحاب اللادينية مجموعة شبهات خاصة سنحاول جمعها وترتيبها ونشر الأجوبة المتعلقة بها في سلسلة مقالات خاصة…

إعداد/ فريق التحرير

اللادينيةيصنف البعض الكثير من الشبهات والاستفسارات الدينية واضعا إياها تحت مظلة الإلحاد.. غافلا عن كون الإلحاد كمفهوم عام ينقسم ويتفرع لعدة أقسام.. من بينها مفهوم اللادينية أو الربوبية.. والتي تُعتبر اتجاها فكريا يرفض مرجعية الدين في حياة الإنسان ويؤمن بحق الإنسان في رسم حاضره ومستقبله واختيار مصيره بنفسه دون وصاية دين أو التزام بشريعة دينية، وترى أن النص الديني هو مجرد نص بشري محض لا ينطوي على قداسة خاصة ولا يعبر عن الحقيقة المطلقة

فهم فرقة يؤمنون بوجود خالق ولا يؤمنون بأي ديانة.. و يعتقدون أن الله خلق الكون وجعل له نظاما لكنه لا يتدخل به، وسبب هذا الاعتقاد كما يدعون أنهم لا يرون تدخل الخالق في الكوارث الطبيعية وأنه لا يوجد دليل على تدخله.

لا يسألون الله في شدة ولا في رخاء لئلا دليل بزعمهم على أن الله يستجيب الدعاء، ويعتقدون بأن الله خلقهم وخلق لهم نظامهم وهي الطبيعة وتركهم لكي يتمتعون بحياتهم.

وعليه فإن كل ملحد هو لاديني.. ولكن ليس كل لاديني ملحد تماما خالصا في إلحاده.

ولمن يعتنقون الفكر اللاديني مجموعة شبهات خاصة سنحاول جمعها وترتيبها ونشر الأجوبة المتعلقة بها في سلسلة مقالات خاصة…

من الأفكار اللادينية..

الشبهة الأولى

إذا كانت الغاية من معرفة الدين والتحلي به.. التمسك بالأخلاق المثلى، فلتكن دعوتنا إلى هذه الأخلاق مباشرة دون الدعوة إلى الدين.. ولنختصر الطريق إلى الغاية دون أن نقيم المسافات الطويلة بيننا وبينها. و اختصار الطريق يعني نبذ الدين و عدم الحاجة إليه، والاستعاضة عن الدين بتدريس الأخلاق مباشرة.

الجواب: أن هذا الكلام دعوة إلى نبذ الأخلاق و القيم الفاضلة، و إلى التحرر من ضوابطها، و يكذب هذا الكلام تاريخ الإنسانية؛ إذ لم تشهد أمة أو جماعة التزمت القيم الأخلاقية و تقيدت بضوابطها دون الاعتماد على وازع خارجي يقودها إلى ذلك، و لا يوجد وازع ينجح في حمل الناس على هذا الالتزام، إلا الوازع الديني.

وإن حضور الدين في مشاعر الحب والخوف والرضا والغضب والرغبة والكره تنمي في شخصية الإنسان مقاومة الانحراف و الشر، بينما خلو المشاعر من التدين يؤدي إلى سهولة الانحراف الإنساني.

و في المجتمعات غير الملتزمة بالدين، يمكن أن يُقدم الناس على ارتكاب جميع أنواع الأعمال غير الأخلاقية؛ فعلى سبيل المثال، غير مسموح للإنسان المتدين أن يقبل التعامل بالرشوة أو القمار أو أن يحسد، أو أن يكذب لأنه يعلم أن عليه مراقبة أعماله وتذكر الحساب بعد الموت. ومن جهة أخرى، فإن الشخص غير المتدين لا يمنعه شيء عن ارتكاب هذه الأعمال.

إنه ليس كافيا أن يقول الشخص غير المتدين: (أنا لا أدين بأي ديانة ولكنني لا آخذ رشوة) أو أن يقول: (أنا لا أدين بأي دين و لكنني لا أقامر أو لا أسرق). و السبب، أنّ الذي لا يخشى الله ولا يستشعر رقابته، ولا يخاف الحساب بعد الموت قد يرتكب أيا من هذه الأفعال عند تغير المواقف أو الأوضاع من حوله.

وفي حالة غياب الدين، فإن السرقة نفسها يمكن أن تصبح أمرا مشروعا تحت ظروف معينة يراها الشخص ملائمة لفعله.. أما الشخص المتدين فلا يظهر مثل هذا العمل لأنه يخشى الله ولا ينسى أنه تعالى يعلم سره و علانيته.

خلاصة القول أن أخلاق اللادينين قد تتغير بحسب معتقداتهم.. وبحسب البيئة والظروف التي يوجدون فيها.. أما المؤمن بالله واليوم الآخر فلا يحيد أبدا عن الأخلاق الفاضلة مهما كانت المؤثرات؛ فأخلاقه غير متقلبة و النتيجة النهائية: لا أخلاق بغير دين، ولا دين بغير أخلاق.

للاستزادة من المعلومات حول تلك القضية يمكن قراءة المقالات التالية:

على طريق الإلحاد.. هل تنتحر الفضيلة؟

الأخلاق.. ودلالتها عَلى وُجودِ الله تَعَالى

عالم “ريتشارد دوكنز” الأخلاقي (1-2)

عالم ريتشارد دوكنز الأخلاقي (2-2)

_______________________________________

المصادر:

  • شبكة الدفاع عن السنة

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=137546

  • شبكة الألوكة الثقافية

http://majles.alukah.net/t76281/

[ica_orginalurl]

Similar Posts