عمران أحمد

الرقي أبجدية جديدة لا تكتمل مقطوعة الحياة بدونها أو بتجاوزها، أبجدية هي للرقي منهج وطريق، وهي للعلا سلم ودليل، إنها الجدية، سطرها الله

نحو المعالي

الجدية طريق الريادة الدعوية

في كتابه فقال: {إنه لقول فصل وما هو بالهزل}.

وهي طرقة عنيفة قوية عالية، وصيحة بقوم غارقين في النوم أن اصحوا.. تيقظوا.. انظروا.. تلفتوا.. تفكروا.. تدبروا..، فهي هزة عنيفة تلفت أنظارهم إلى حقيقة ما يجب أن تكون عليه الأمة بل وكيف يحيا صاحب الهدف والرسالة، لأن أمام الأمة وأصحاب الرسالات مهمات عظيمة وأهداف كبيرة ومشاريع طموحة لا تتحقق إلا بالجدية وبذل ما في الوسع والإصرار عليه ليتحقق لهم ما يريدون وما لأجله خلقوا، فالاستهتار والهزل والكسل لا يحقق نصرا ولا يرتقي به المرء.

والجدية: هي العمل لهدف محدد، وبطريقة منظمة، ممزوجة بالإحساس والشعور بضرورة وجود أمر ما، وتحقيقه يسعى إليه المرء بخطى ثابتة واثقة، وهي حالة من التيقظ المتواصل المستديم يجب أن يكون عليها المرء خلال سيره لأجل استثمار الفرص وسد الحاجات. وعليه فلا بد للمرء أن يتحلى بروح الجدية التي تلزمه باحترام القرارات التي يتخذها في حياته.

والجدية اليوم هي أحوج ما تلزم الأمة في ظل واقعها الذي تعيشه، ولذا لا بد أن تكون الجدية واحدة من معالم التربية ومرتكزاته الأساسية، فالمعادلة تقول: جيل جاد = مربٍ جاد + تربية جادة.

“الجدية هي العمل لهدف محدد، وبطريقة منظمة، ممزوجة بالإحساس والشعور بضرورة وجود أمر ما يسعى إليه المرء بخطى ثابتة لتحقيقه”

ويقول ابن القيم رحمه الله: “وينبغي لولي الصبي أن يجنبه الكسل والبطالة والدعة..، ويأخذه بأضدادها، ولا يريحه إلا بما يجمّ نفسه وبدنه للشغل، فإن للكسل والبطالة عواقب سوء، ومغبة ندم، وللجد والتعب عواقب حميدة، إما في الدنيا وإما في العقبى وإما فيهما؛ فأروح الناس أتعب الناس، وأتعب الناس أروح الناس، فالسيادة في الدنيا والسعادة في العقبى، لا يوصل إليها إلا على جسر من التعب”.

وهذه الحالة هي ما كان عليها معظم الصحابة رضوان الله عليهم فقد نصبوا أنفسهم لأجل غاية سامية نبيلة ورصدوا أنفسهم للتأثير في الحياة.

ويمكن أن تتحقق الجدية في الدعوة من خلال ما يأتي:

  • أن تكون الفكرة التي يحملها الداعية واضحة في نفسه، فيدرك تميّز ما بين يديه عن غيرها من الأفكار فيندفع ويصارع لأجلها.

2- تنظيم الوقت ووضع البرنامج اليومي والشهري ملزماً نفسه بالتنفيذ وإنجاز ما فيه، وهذا يمنع من التفلت وينتهي بإتقان التنفيذ.

3- الحرص على التخصصية فهي رافعة للجدية.

4- وفر الأجواء والظروف المناسبة والمناخ الملائم.

5- معرفة المرء حقوقه وواجباته بحيث لا يترك الأمر للعرف، فذاك يجعل الأمور والأحكام ضعيفة غير متماسكة تبعث على التساهل والتراخي والكسل، ولربما أبعد من ذلك فينتشر الهمس الخفي والنجوى الباطلة.

6- الانطلاق نحو ريادة الحياة من خلال فهمها الصحيح ولعب الدور المطلوب منا فيها.

فيا صاحب الرسالة..

عليك أن تعيش بالجدية، وكن صاحب همة، منطلقاً نحو أهداف واضحة، حريصا على معالي الأمور، تعرف أولوياتك وتعيشها وفق خطة واضحة المعالم تصل إليها عبر برامج واقعية، ووسائل نبيلة.

وتذكر أنها النداء الرباني العلوي لنبي الله يحيى {يا يحيى خذ الكتاب بقوة}، فلقد نودي ليحمل العبء وينهض بالأمانة في قوة وعزم، لا يضعف ولا يتهاون ولا يتراجع عن تكاليف الوراثة.

وكن أنت كذلك يا وريث الأنبياء.

——

* المصدر: موقع بصائر.

[ica_orginalurl]

Similar Posts