ذكر الثوم مرة واحدة في القرآن الكريم على لسان قوم موسى (عليه السلام) لما تاهوا في صحراء التيه واحتاجوا للثوم والمواد المقوية والمنشطة لمقاومة التعب والأمراض وذلك في سورة واحدة وهي سورة البقرة باسم (الفوم) حيث يقول سبحانه: “وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ…” (البقرة:61)

أنواع الثوم:

الثوم

إذا استعمل الثوم بإفراط فلا بد أن يعقبه انتشار رائحة كريهة مع التنفس من الفم ومن الجلد مع العرق إلى أن تتبخر جميع زيوته الطيارة من داخل الجسم.

توجد أصناف كثيرة من الثوم وعادة تأخذ الأصناف أسماء الدول المنتجة لها.. والثوم نبات عشبي موطنه الأصلي في بلاد البحر الأبيض المتوسط ومنها انتشر إلى بقية البلاد ويعتبر من أقدم النباتات التي عرفت في مصر حيث وجد منقوشا على جدران معابد الفراعنة، ويزرع على فترتين من العام..

طريقة تناول الثوم:

يؤكل طازجًا صحيحًا أو مدقوقًا مع الأكل لتحسين الطعم، أو مطبوخا مع الأطعمة ويفضل الجاف تمامًا عن الثوم الأخضر لفعالية اليابس. وتقول قصص مصرية باللغة الهيروغليفية إن الثوم كان يعطى للعمال الذين يبنون الأهرام لتقويتهم والمحافظة على صحتهم وكان الرياضيون الإغريقيون في اليونان القديمة يأكلون ثوما نيئا قبل الاشتراك في المسابقات ويتناوله الجنود الرومان قبل خوض المعارك الحربية، وأوصى أبو قراط أبو الطب القديم بتناول الثوم للحماية من العدوى وتلوث الجروح والجذام واضطرابات الهضم.

يجب حفظه في مكان بارد وجاف وذي تهوية جيدة ولا ينصح بحفظه في الثلاجة أو المجمدة كي لا يفقد فوائده.

تحذيرات:

يجب عدم الإكثار من تناول الثوم، حيث يؤدي الإفراط في تناوله إلى ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم عن معدلة الطبيعي (120/80 مم زئبق) وتؤثر رائحة الثوم على الأم المرضعة، وتظهر رائحة الثوم في الحليب فلا يقبل عليه الطفل الرضيع والجرعة الزائدة منه تضر بالحوامل، وتؤدي إلى تهيج المعدة والجهاز الهضمي. ويفضل لمن يعانون من مشاكل بالجهاز الهضمي أن يستخدموه مطبوخا أو محضرا طبيا «الكبسولات» حيث يحتوي على خلاصة الثوم بعد إزالة المواد المهيجة عنها.

تنبيه:[1]

في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في فتح خيبر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أكل من هذه الشجرة الخبيثة شيئاً فلا يقربنا في المسجد)، فقال الناس: حرمت، حرمت، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (أيها الناس إنه ليس بي تحريم ما أحل الله لي، ولكنها شجرة أكره ريحها) (أخرجه مسلم). فتبين بهذا أن شجرة الثوم حلال وليس حراماً ولا مكروهاً، ولكن هي مكروهة من جهة ريحها، فإذا أكل ما يزيل ريحها زالت الكراهة.

التخلص من رائحته:

إذا استعمل الثوم بإفراط فلا بد أن يعقبه انتشار رائحة كريهة مع التنفس من الفم ومن الجلد مع العرق إلى أن تتبخر جميع زيوته الطيارة من داخل الجسم وقد يستمر تبخره أكثر من يوم ويفيد في تخفيف رائحته شرب كأس من الحليب أو مضغ عرق بقدونس أو حبة بن أو هيل أو قطعة من التفاح.

الفوائد الطبية الحديثة:

لقد اثبت العالم لويس باستور الكيمائي الفرنسي – في القرن التاسع عشر – احتواء الثوم على خصائص مطهرة وقد استفادت الجيوش البريطانية والألمانية والروسية من هذه الخصائص خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية. ومنذ ذلك الوقت أكدت العديد من الدراسات أنه فعال ضد البكتريا والفطريات والفيروسات والطفيليات.

فالثوم يستخدم في الطعام والطب مطهراً ومقوياً وقال ابن البيطار عن الثوم: أنه مدر للبول وطارد للديدان وإذا خلط بالملح والزيت أبرأ البثور وإذا خلط بالعسل أبرأ من حب الشباب وقروح الرأس والبهاق والجرب المتقيح والثوم يقلل ضغط الدم العالي.

الثوم والجراثيم:

وجاء في نتيجة أبحاث أجراها علماء روس أن الأبخرة المتصاعدة من الثوم المقشر أو المقطع تكفي لقتل كثير من الجراثيم دون حاجة إلى أن يلمسها الثوم، وشاهدوا أن جراثيم الدسنتاريا والدفتريا والسل تموت بعد تعريضها لبخار الثوم أو البصل لمدة خمس دقائق، كما أن مضغه مدة ثلاث دقائق يقتل جراثيم الدفتريا المتجمعة في اللوزتين.

والثوم يستخدم كمطهر للامعاء ويوقف الإسهال الميكروبي فقد ثبت حديثاً أن زيته وعصارته لهما تأثير قاتل على كثير من الجراثيم التي تصيب الأمعاء وتسبب الإسهال وهو في هذا المجال أقوى تأثيراً من كثير من المضادات الحيوية، كما أمكن استخدامه شرجياً لإيقاف الدسنتاريا وإزالة عفونة الأمعاء، كما أنه ملين جيد للامعاء، كما يستخدم لعلاج مرض التيفود وتطهير الأمعاء من الديدان حيث استحضر منه دواء تحت مسمى (أنيرول) على هيئة كبسولات.

وقد قامت دراسة على 42 مريضاً يعانون من ارتفاع كوليسترول الدم وضغطه والسكر وقد أعطي كل واحد منهم جرعات من مسحوق الثوم بمقدار 900 ملغم يومياً ولمدة اثني عشر أسبوعاً فانخفض معدل الكوليسترول وكذلك ضغط الدم والسكري بشكل كبير وعلى إثر ذلك صنعت عدة مستحضرات من الثوم بوساطة شركات كبيرة، ولقد برهن الدكتور الألماني على أنه يستعمل علاجاً ضد ارتفاع الكوليسترول وضد ضغط الدم المرتفع وكذلك ضد تصلب الشرايين.

الثوم والسرطان:

كما تُشير الأبحاث الجارية حالياً إلى أنه يحتوي على خصائص مضادة للسرطان حيث اتضح أن الثوم يقلل خطر الإصابة بسرطان القولون، وقد أثبتت الدراسة على حيوانات التجارب أنه يساعد على تقليص الخلايا السرطانية لسرطان الثدي والجلد والرئتين بالإضافة إلى أنه يقي من سرطان القولون والمريء.

يعتبر الثوم قاتلاً للفيروسات المسببة للبرد والرشح وتناوله عند الشعور ببداية الآلام بالحلق يمنع حدوث التهابات الحلق ونزلات البرد. ويعتقد ان الثوم يزيد من مناعة الجسم ضد الخلايا المرضية.

الثوم والحمل:

الأبحاث الحديثة اثبتت أن تناوله باعتدال خلال الحمل يمنع حدوث تسمم الحمل وايضاً يساعد على نمو الجنين في الحالات المرتبطة بتأخر نمو الجنين أثناء مراحل الحمل

الثوم والفطريات:

وجد أن بعض المواد الموجودة بالثوم تعتبر كمضاد لبعض الفطريات وتمنع نموها كالكنديدا، والاسبرجولاس لذا فإن الدراسات الطبية تؤكد بأن الأشخاص الذين يتناولون الثوم بصفة منظمة ينخفض لديهم الاصابة بسرطان المعدة ودهون الدم كما يقل لديهم مخاطر الاصابة بأمراض القلب. ولكن من المهم عدم استهلاك الثوم طازجاً لأن ذلك يؤدي إلى ايذاء الجهاز الهضمي ويعتبر الثوم المطهي أو المحضر في زيوت الطعام من أفضل الطرق للحصول على فوائده.

الهامش:

[1] – من موقع طريق الإسلام


المصدر: بتصرف يسير عن شبكة نور الإسلام الثقافية

[ica_orginalurl]

Similar Posts