رسمت الشريعة الإسلامية السمحاء منهجا محددا في التعامل مع المسلم الجديد.. منهج يعتمد على الرفق واللين والتيسير وعدم التشدد، والتغاضي عن أخطاء الماضي.

د. عبد الله إبراهيم اللحيدان

التيسيرتتعدَّد صُورُ التيسير في الشَّرْع، ولا تكاد تنحصر في باب أو لأَحَد، والداخل في الإسلام له نصيبُه الوافِر من هذا التيسير.

فمِن ذلك: التيسير في عدم الإنكار على المسلِم الجديد عندَ خطئه؛ فعن أنس -رضي الله عنه- قال: بينما نحن في المسجد مع رسولِ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – إذ جاء أعرابيٌّ فقام يبول في المسجد، فقال أصحابُ رسولِ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: مَهْ مَهْ، قال: قال رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: (لا تزرموه – أي: لا تقطعوه – دعوه)، فتركوه حتى بال، ثم إنَّ رسولَ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – دعاه فقال له: (إنَّ هذه المساجدَ لا تصلح لشيءٍ مِن هذا البول، ولا القَذَر، إنما هي لذِكْر الله -عزَّ وجلَّ- والصلاة وقراءة القرآن)، وفي رواية: قال – صلَّى الله عليه وسلَّم -: (دعوه، وهريقوا على بولِه سَجْلاً من ماء، أو ذَنوبًا من ماء، فإنَّما بُعِثْتُم ميسِّرين، ولم تبعثوا معسِّرين).

من أشكال التيسير على المسلم الجديد

ألاَّ يوجب على نفسِه ما ليس بواجب، كقضاء ما فاتَه من الطاعات قبلَ إسلامه، إذ هو ليس ملزمًا بالقضاء، ومثل ذلك قد يُنفِّره من الإسلام، ولم يُوجبْ ذلك أحدٌ من العلماء.

ومن هنا:

فإنَّ على المسلم الجديد أن يفقَه أحكامَ الإسلام، ويعلم تيسيرَه وسماحتَه، وعلى القائم بالدعوة بيْن المسلمين الجُدد أن يُدركَ أنَّ التيسير أصلٌ في دِين الإسلام، وهو مِن الوسائل الرئيسة في تثبيت المسلِم الجديد على الإسلام، وبقائه عليه، أمَّا التشديدُ والتعسير، فليس من منهج النبوَّة، وهو ينفِّر المسلِم عن الإسلام، ويبعده عنه.

_________________________________________________

المصدر: شبكة الألوكة الشرعية

[opic_orginalurl]

Similar Posts