الاسس اللاعقلية للإلحاد مشكلة مبدأ العالم نموذجا

تقوم كل الأديان والمذاهب والأفكار الألوهية على إثبات وجود الله عز وجل ، وأنه الحقيقة الكبرى التى تفسر سر الوجود وما يتعلق به من غايات .

بل إن كثيرا من الاتجاهات تعرف الدين على أنه ( اعتراف بشري بوجود قوة فوق بشرية مسيطرة ، هي الإله ، أو الآلهة ، التي تستحق الطاعة والعبادة )، ورغم ما في هذا التعريف من قصور بيِّن وفق التصور الإسلامي بخاصة ، وسائر الملل السماوية بعامة ؛ إلا أن محل الشاهد فيه : أن وجود الله تعالى هو محور الدين ، ولبُّه الفاعل .

وإذا انتقلنا للنقيض على الطرف الآخر ، لننظر إلى الإلحاد ، باعتباره في أبسط مفاهيمه ( إنكار وجود الله عز وجل ) ، فإن أغلب الدارسين للإلحاد يميزون بين اتجاهين للإلحاد ، وهما بالأحرى مستويان :  الإلحاد السلبي : وهو عدم الإيمان بوجود الخالق ، والإلحاد الإيجابي : وهو نفي وجود الخالق ، ويتمثل الأول في مجرد عدم الاقتناع بأدلة وجود الله ، بينما يتطور الثاني للتدليل على عدم الخالق .

ولمَّا كان النوع الأول من الإلحاد ـ السلبي ـ لا ينضبط منهجه ، لكونه يقوم في الغالب على تشكيكات مجردة ، أو عدم اقتناع شخصي ، أو عاطفي ، فإن النوع الثاني من الإلحاد ـ الإيجابي ـ القائم على التدليل على نفي وجود الإله ؛ يكون هو الأكثر حضورا في مجال المعركة الفكرية بين الإيمان والإلحاد .

في ذلك السياق التحليلي للإلحاد بمفهومه الإيجابي ، ينبغي أن نميز بين اتجاهين لذلك الإلحاد : اتجاه فلسفي ، واتجاه علمي .

المصدر: مكتبىة نور

[ica_orginalurl]

Similar Posts