” الإلحاد الجديد .. حركة تتسم بسمات تختلف كثيرا عن الشكل النمطي للإلحاد بصوره القديمة، وتتطور بشكل مستمر في المضمون وفي الأدوات التي تعمل من خلالها على الأرض، وفي الفضاء الإلكتروني؛ فتحرك جموعا بشرية تؤمن بمبادئها، وتدافع عنها وتناصب من يخالفها عداءً شرسا يتجاوز حدود المعقول… ومن هنا كانت فكرة تصدي بعض الباحثين لتلك الحركة، أو لهذه الظاهرة لدراستها، وتقديم حلول علمية لمواجهتها والتصدي لها”[1]

حوار/ علاء الدين علي

وهم الإله

زادت دهشة باحثِنا حين علِم حجم الاحتفاء بكتاب (وَهْم الإله) ومؤلفه Richard Dawkins.

يُخبِرنا الباحث والناقد والداعية الشيخ/ عبدالله العجيري أن اهتمامه بظاهرةِ الإلحاد الجديد بدأ في سنة 2006 ميلادية، وذلك عند حضوره ندوة حوار بين الأديان بجامعة “واترلو” بكندا، وأنه فُوجِئ واستغرب كثيرًا لوجود مقعد لمحاور في الندوة مُخصَّص لعرض الفكر الإلحادي في نقاش حول البُعد الأخلاقي لأصحاب الديانات المختلفة، ووجه الغرابة – كما هو ظاهر- يُلخِّصه سؤال محير: كيف يشارك الإلحاد – وهو في جوهره نقيض رافض للأديان- في حوارٍ بين الأديان؟!

وازدادت دهشته عند زيارته للمعرض المصاحب للندوة، حيث رأى أعدادًا كبيرة من المؤلفات الإلحادية المتنوعة، ولها عناوين واضحة وفاضحة لمحتواها، بجانب عناوين أخرى كثيرة يُستحيى من ذِكرها؛ لقبحِها وجرأتِها على الخالق جل في علاه وتعالى.

وعظمت دهشة باحثِنا حين علِم عِظم الاحتفاء بأحد هذه الكتب (وَهْم الإله) ومؤلفه  Richard Dawkins، لتصدَّر هذا الكتاب – بلا منافس – سنواتٍ عديدةً قائمةَ صحيفة “نيويورك تايمز” للكتب الأكثر رواجًا، وأثناء تجواله في المعرض وجد طائفة من الكتب المعروضة والمخصصة للأطفال، كتب مصوَّرة وملونة، تحوي كلمات قليلة ومبسطة، وتهدف بكل وضوح وجلاء إلى تعليم الأطفال مبادئ الإلحاد!!!

الشيخ العجيري يرى أن الإلحاد ما عاد كما كان عليه في صورته التقليدية القديمة، وإنما اكتسى بثوب جديد، ويختلف عن سابقه، بأنه غير مرتبط ارتباطًا كليًّا بالشيوعية ومبادئها وأفكارها.

وإلى النص الكامل للحوار مع الباحث الكريم…

  • هل يعتبر “الإلحاد” ظاهرة في العالم الإسلامي؟

** أعتقد أن المقاربة الأجود للإجابة عن هذا السؤال، هي أننا في العالم العربي نعاني مشكلة في “لغة الأرقام”، لو أنك أردت أن تتبع أي ظاهرة مجتمعية سيصعب عليك بشكل كبير جداً أن تدرك كم النسبة، وطبيعة الإحصاء الموجود لهذا الجانب. وعليه فأنت أمام إشكالية في أن هذه القضية المعينة تشكل ظاهرة! والسبب في ذلك راجع إلى “غياب لغة الأرقام”، وذلك لغياب لغة الإحصاء.

عندما نأتي إلى تحديد الإلحاد هل يعتبر ظاهرة أم لا؟ تواجهنا إشكالية أكثر تعقيداً، فنجد في المجتمع العربي طبيعة الممانعة الاجتماعية لمثل هذا القضية، حيث تُلزم المجتمعات أفرادها بأن يعبروا عن بعض ما يعتقدونه من القضايا في دوائرهم الخاصة، فيما يعرف بـ (التقية الاجتماعية)، وهي بطبيعتها تتسم بالغموض، فليسوا ظاهرين ليسهل تتبع آحادهم، وكم نسبة أعمارهم؟ وهل بلغ ذلك حد الظاهرة أم أنها ليست بظاهرة؟

ورغم ذلك فإن لديّ انطباعًا من قراءتي للمشهد ومن خلال مناقشتي للملحدين، وعبر متابعتي للمنتديات الحوارية، وبعض الحسابات على تويتر والفيس بوك، أن قضية “الإلحاد” (لم تصل إلى حد الظاهرة)، بحيث أصبح الإلحاد مهدداً للمجتمعات الإسلامية…..

ويهمني  في هذا المقام التنبيه إلى قضيتين أساسيتين:

أولاهما: ينبغي للخطاب الشرعي أن يبلغ حالة الحصانة من وقوع هذه الإشكالية قبل وقوعها حتى لا يصبح “الإلحاد” ظاهرة، وعليه أن يعمل عليها حتى لا تقع أصلاً.

وإن المتأمل للمكتبة الشرعية في عصرنا الحاضر يجد أن هناك ثغرات يجب أن تُسد حيال قضية الإلحاد، أحد الزملاء ألف كتابا وهو عبارة عن رسالة لطيفة بعنوان: “المادة النقدية في الفكرة الإلحادية” ألفه الشيخ سلطان العميري، حاول من خلاله أن يخرج لنا أهم ما ألفته المكتبة الشرعية حيال إشكالية الإلحاد، ولا أخفيك أن هذه القائمة تتسم بالقِصَر، والقِدم، وعدم معالجتها لكثير من الإشكاليات الجديدة، فنحن بحاجة إلى توليد خطاب إسلامي قادر على معالجة قضية الإلحاد، وهذا الخطاب غير موجود للأسف.

القضية الثانية: عندما نريد أن نتكلم عن الظاهرة من المهم دمج (العامل الكيفي) مع (العامل الكمي) فبعض الظواهر حتى يستطيع الإنسان أن يعطيها رقماً لتبلغ حد الظاهرة ينبغي عليه أن يضم إلى العامل الرقمي (الكمي) العامل الكيفي..

  • لماذا يتخفى الملحدون عبر مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك – تويتر) خلف أسماء مستعارة؟

أعتقد أن المبرر واضح –وهذا مؤشر خير– فما يمكن أن اسميه بـ (الحاضنة الشعبية) في الوطن العربي لا يمكن أن تتقبّل أن يجهر أفراده بالإلحاد، فما وصل العالم العربي لأن يُعلن بذلك، وهذه الممانعة بسبب التدين في الناس، نعم في التصور الإسلامي ليس مشروعاً ولا مطلوباً، ولا مستحسناً، أن تظهر أفكار الكفر والزندقة والإلحاد في المجتمع ..

الإسلام أصله أنه يحث المجتمع على الاحتساب على مثل هذه الأفكار الدخيلة قال صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)، وبالتالي هناك حالة من حالات الاحتساب المجتمعي على هذا النوع العظيم من المنكرات.. لذا يصعب جداً في المجتمع العربي الآن أن يعلن بعض الأفراد إلحادهم…

 وهنا أود أن أرسل برسالة للشباب المتأثر بالقضية الإلحادية.. يجب التفريق بين مستويين من مستويات الإعلان عن القضية الإلحادية..

  • فرق كبير جداً بين شخص يظهر بـ (العلن)، ويدعو للإلحاد، فهذا الآن أصبح يمارس عملاً دعائياً تبشيريا بالفكرة الإلحادية وبالتالي عليه أن يتحمل التبعات التي تنتج عن فعله هذا.. من ممانعة اجتماعية، وما تتطور إليه من محاكمة ومعاقبة وغيرها من الأمور ..
  • وشخصية (تطلب جوابات للاستشكالات) من خلال الدعاة والعلماء والمشايخ، وهذا ينبغي أن يكون مستوعبا، ويفتح له قنوات الاتصال.. لأن إحدى المشكلات التي وجدتها بالاحتكاك المباشر أن هؤلاء الذين لهم شبهات تحتاج أن تزال، (يتخوفون من الشرعيين)، فهؤلاء يتمنون أن يتصلوا بعلماء الشريعة لطلب الأجوبة، لكنهم يحجمون لأنهم يتوقعون السيناريو الآتي:

“أنه إذا جاء للعالم بالشرع وطرح عليه إشكالياته وأسئلته، فإنه مباشرة سيخرج جواله ويتصل على جهة حكومية ما، وترفع عليه قضية الردة، ثم يقام عليه حد الردة” فعنده حالة من التمنع والتخوف، فلا يستطيع أن يبوح بما عنده من شبهات.. وعليه فلا يجد متنفساً إلاّ عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويبدأ بث مثل هذه الشكوك.

  • برأيكم ألا يمثل ما تصفونه بـ (الظاهرة الصحية) (نفاقًا اجتماعيًا)؟ ومن جهة أخرى “أليست التعمية والتستر” مؤشرا يخدع الأمة، أليس من الأفضل أن يعلنوا أفكارهم، ويتم مناقشتهم بشكل مفتوح؟

طبعاً هذا متفهم.. كما يذكر د. عبد الكريم بكار : “هكذا هي طبيعة الأشياء”..، وبهذا الصدد لديّ وجهة نظر، فكما هو معلوم أن “لكل فعل ردةَ فعل” بالتالي ردة الفعل الطبيعية للكفر عندما يكون الإسلام في علو وظهور أنه تتولد حالة (النفاق)؛ فمحاولة إلغائها من الوجود عملية تقرب للاستحالة.. أما محاولة تحجيمها ببث الوعي، والإقناع بالخطاب الشرعي والعقلي القادر على الرد على الشبهات فممكن  ومطلوب ..

لكن ليس صحيحاً أن يتصور الإنسان أن البديل الأنسب أن تكون قضية الكفر نفاقاً علنياً، أنا أتصور إذا حصل هذا السيناريو فستتفاقم المشكلة أكثر من أن تعالج، فلذا من الأحاديث النبوية أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا كذا، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه) متفق عليه، وهذه الظاهرة أعني النفاق كانت في عهد النبوة.

وأعتقد أنه ليس هناك ثمة ثنائية بين (الإقناع) و(الإلزام بالأحكام الشرعية)، وقد يقول قائل وقد قيل: يُنشأ هذا الوضع أشخاصًا غير مقتنعين بالأحكام الشرعية، وتحت إلزام الدولة يفعلون ذلك ظاهرياً، أقول: أن هذه الإشكالية – في نظر البعض– طبيعية، خذ مثلاً في الأنظمة الديمقراطية تبنت الأغلبية فيها منظومة مفاهيم معينة، الأغلبية ستفرض هذه القوانين على المجتمع، وقطعاً سيكون هناك ثمة فصيل في المجتمع غير مقتنع بهذه التصورات، لكنه سيلتزم بها في الظاهر، وعليه فهي إشكالية متصورة مع طبيعة الأشياء..

  • من يقتنع بالأفكار الإلحادية من العرب، ما هي مستوياتهم الفكرية؟

والله ما استطيع أن أقوله – للأسف– من الفئات المتعلمة والمثقفة، وبرأيي أن الإلحاد ينشأ من شخصيات كثيرة التفكير والسؤال، والأسئلة تتطلب بحثا في الإجابة عليها، وللأسف قد لا يجد الأجوبة على أسئلته، وإن وجدها فالإجابات قد تكون ضعيفة ولا تشبع نهمه ..

وهذا ناتج عن ضعف في هذه الفئات التي تصيبها لوثة الإلحاد، لأن الإنسان العاقل يدخل الإسلام عن قناعة ويقين ومعرفة وعلم أنه الحق، لذا في الأصول الثلاثة: أول ما يعرفه العبد.. معرفة العبد ربه، ومعرفة العبد دينه، ومعرفة العبد رسوله بـ(الأدلة)؛ لذا فنحن بحاجة إلى أن ينشر بين الناس أن هذه التصورات الاعتقادية مبنية على أصول معرفية وعلمية، وأظن أن هذا غير متوفر عند جميع المسلمين، وفي كثير من الأحيان لا ترد نوعية هذه الأسئلة على ذهنه في هذا المجال.

الإلحاد الجديد وأبرز المتصدين له

  • من هم أبرز العلماء والدعاة ممن تخصصوا في التصدي لهذا المد الإلحادي (إذا صح أن نعتبره مداً)؟

من الدعاة والمفكرين الكبار فضيلة الشيخ أ.د. جعفر شيخ إدريس من السودان وله في ذلك كتاب شهير وجميل ولطيف جداً ومهم اسمه “الفيزياء ووجود الخالق”، وما يميز الكتاب أنه عرضه على أكبر علماء الفيزياء، وهو كتاب نافع جداً في التدليل على وجود الباري سبحانه وتعالى بالأدلة العقلية والعلمية، وكذلك له مجموعة مقالات جمعت في كتاب “الإسلام لعصرنا” وموجود في هذه المقالات اللغة الراقية والعلمية، ويلاحظ أن البروفسير جعفر شيخ إدريس كان متنبهاً لهذه الظاهرة منذ بداية نشأتها.. ورد في كتابه ذلك على منظري الإلحاد من زمن بعيد..

 وكذلك ممن تصدى لهذه الظاهرة/ د. محمد العوضي الداعية المشهور، والوجه الإعلامي المحبوب، هو كذلك من الشخصيات المهتمة برد الشبه حول هذه الظاهرة؛ فالذي يتابع كثيراً من برامج الشيخ يعلم مدى كثافة حضور قضية الإلحاد في خطابه، سواءً في برامجه الخاصة أو حواراته، وعنده قدرة مميزة على تبسيط وتقريب كثير من المفاهيم الفلسفية المعقدة بلغة شعبية سهلة.

وكذلك من الشخصيات التي يمكن أن تذكر د. عدنان إبراهيم والذي قدم إسهامات في الرد على الإلحاد، ويمكن أن أقول إجمالاً إن له إسهامات جيدة ونافعة ومفيدة في هذا الميدان، وله سلسلة مشهورة بعنوان “مطارق الإيمان في تكسير زجاج الإلحاد” أو – عنوان قريب من ذلك.

  • هذا بشأن الأشخاص فأين دور المؤسسات، أم أن الجهود قاصرة على الأفراد في التصدي للإلحاد الجديد؟
مركز براهين

مركز براهين.. أحد المراكز المتخصصة في معالجة القضايا الإلحادية على الساحة الآن.

بفضل الله تعالى الدور ليس قاصراً على الأفراد، بل هنالك مؤسسات رائعة في هذا الصدد، ومن هذه المجهودات المؤسساتية هناك “منتدى التوحيد”، وهو واحد من أهم المنتديات العربية في مناقشة مختلف الجوانب المتعلقة بالظاهرة الإلحادية، وأحسب أن أي مهتم بـ”الظاهرة الإلحادية” ينبغي أن يكون ضيفاً دائماً لهذا المنتدى، إذ يمثل الموقع مخزناً علمياً كبيراً حول موضوع الإلحاد، ويقوم عليه كتاب مختصون بهذه الظاهرة، وهو منتدى يمكن أن يتطور ليصبح مركز أبحاث..

ومن المراكز البحثية المهتمة بالظاهرة الإلحادية، “مركز براهين” لدراسة الإلحاد ومعالجة النوازل العقدية، وهو مركز بحثي مستقل، يعمل بشكل رسمي من خلال موقعه على شبكة الإنترنت ويُعنى فقط بالعمل في المجال البحثي الأكاديمي لتوفير إصدارات متعددة (كتابية – مرئية – سمعية) على درجة عالية من الدقة والموضوعية والتوثيق والمشرف العام عليه عبد الله الشهري ..

ومن المؤسسات كذلك مركز “نما للبحوث والدراسات”، ويديره صديقي العزيز ياسر المطرفي، وهنالك مقالات نشرت عن الظاهرة الإلحادية ولهم كتاب كذلك تم نشره باسم “الأسس اللاعقلية للإلحاد.. مشكلة مبدأ العالم نموذجاً” ومن مجالستي معهم فإن هنالك حزمةً من المقالات والكتب ستصدر قريباً ..

  • برأيكم هل تتم مخاطبة هؤلاء الملحدين ورد شبهاتهم بصورة مقنعة؟

الذي يهمني في الإجابة عن سؤالك أن هناك خطابات جيدة ومقنعة من بعض الأسماء التي ذكرتها لك سابقاً، وهناك مجهودات تصل حد الامتياز ..

لكن كذلك في المقابل ثمة خطابات هي جزء من المشكلة، ناهيك عن أن تكون هي حل للمشكلة، لأن هذا الخطاب ضعيف ولا يرد الشبهات، لأن المشكلة في هذا الخطاب حال المناقشة الضعيفة سيكون هو ثغرة فتحت، لأن المناقش من الطرف الآخر يحس أنه انتصر، وأن هناك الكثير من الاعتراضات لم يجد لها إجابات شافية، فيكون ذلك خصماً على الدعوة..

وذلك أن العالم إذا لم يرد على المبتدع رداً يقطع الحجة، ويزيل البدعة من دابرها، فما يكون وفَّى في بيان الحق، لأن الإشكالية التي ستتولد عند الطرف المقابل إذا لم تستطع أن تزلزل قناعات المنحرف، فسيثبت عليها بشكل أكبر، وهنا المعضلة الكبرى ..

وبالتالي هناك ثمة ثغرة عند بعض الدعاة إلى الله تعالى، ومعالجة ذلك تكون بنشر الوعي بالظاهرة الإلحادية، خاصة في الأمور المستجدة، وليعلم الناس أن هنالك ظاهرة إلحادية جديدة تختلف عن الإلحاد القديم المعروف عند عامة الناس، وله سمات عبرها يبشر الإلحاديون الجدد، لذلك إذا لم يكن الطرف المقابل الذي يريد أن يرد على شبهاتهم واعياً سيكون خطابه قاصراً …

الهامش:

[1] – إضافة المحررة.

___________________________

المصدر: بتصرف عن شبكة الهداية الإسلامية http://alhidaya.net/node/3347

[ica_orginalurl]

Similar Posts