العظيم

إذا كان السيد المسيح عبد الله ورسوله وإذا كان الله (المسمى بـ”الآب”) أعظم منه، فإن السيد المسيح ليس بإله

من أسماء الله وصفاته “العظيم”. فإن إله هذا الكون لابد أن يكون عظيما، بل والأعظم من كل شيء في هذا الوجود. فإذا كان هناك شيء يدعى عظيما في هذا الكون، فالإله المعبود هو بالطبع أعظم لأنه خالق هذا الشيء العظيم، بل وخالق كل شيء، والخالق أعظم من المخلوق.

العظيم (الأعظم) في الإسلام

يوصف الإله الخالق في القرآن الكريم بـ”العظيم”. فعلى سبيل المثال، نقرأ في القرآن الكريم:

كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (الشورى 42 :3-4)

ونقرأ أيضا:

وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (البقرة 255:2)

كما نقرأ أيضا:

وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ…إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (الحاقة 69 :25-33)

ولقد ورد وصف الله عز وجل بأنه “العظيم” ضمن الكلمتين الثقيلتين في الميزان الحبيبتين إلى الرحمن في السنة النبوية. فلقد روى الإمام البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ”

ولقد نقل النبي محمد صلى الله عليه وسلم فيما رواه في حديث قدسي عن رب العزة سبحانه وتعالى أن العظمة والكبرياء لا تكون إلا لله عز وجل وحده ولا ينبغي أن تكون لغيره. فقد قال الله تعالى: “الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني منهما شيئا أذقته عذابي ولا أبالي” (أخرجه أحمد، وأبو داود وابن ماجة عن أبي هريرة، ابن ماجة عن ابن عباس)

العظيم (الأعظم) في المسيحية

يخبرنا الكتاب المقدس في عهده الجديد أن الله تعالى هو العظيم الأعظم من الكل. فنحن نقرأ: “خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ، وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي. أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ”. (يوحنا 10 :27-30)

ولكن في الآيات السابقة ما يوهم أن السيد المسيح بنفس عظمة الله حيث نقرأ “أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ”، إلا أن وصف السيد المسيح بـأنه هو والله واحد وصف مجازي لكون غير السيد المسيح واحد مع الله أيضا بنص الكتاب المقدس (يوحنا 17 :21-23)، (العبرانيين 11:2)، (أفسس 2 :14-18)، (أفسس 4 :3-6). ولقد ورد على لسان السيد المسيح في الكتاب المقدس ما يفيد أن الله (المسمى بـ”الآب”) أعظم منه. فنحن نقرأ: “سَمِعْتُمْ أَنِّي قُلْتُ لَكُمْ: أَنَا أَذْهَبُ ثُمَّ آتِي إِلَيْكُمْ. لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ، لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي”. (يوحنا 28:14)

كما نقرأ أيضا: “اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ”. (يوحنا 16:13)

ولقد ذكر العهد الجديد في أكثر من موضع أن السيد المسيح عبد الله ورسوله. فعن عبودية السيد المسيح لله، نقرأ: “إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه” (أعمال الرسل 13:3) (الترجمة الكاثوليكية اليسوعية)

وعن إرسال الله للسيد المسيح رسولا إلى الناس، نقرأ: “إِذَنْ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْقِدِّيسُونَ الَّذِينَ اشْتَرَكْتُمْ فِي الدَّعْوَةِ السَّمَاوِيَّةِ، تَأَمَّلُوا يَسُوعَ: الرَّسُولَ وَرَئِيسَ الْكَهَنَةِ فِي الإِيمَانِ الَّذِي نَتَمَسَّكُ بِهِ. فَهُوَ أَمِينٌ لِلهِ فِي الْمُهِمَّةِ الَّتِي عَيَّنَهُ لَهَا، كَمَا كَانَ مُوسَى أَمِيناً فِي الْقِيَامِ بِخِدْمَتِهِ فِي بَيْتِ اللهِ كُلِّهِ” (العبرانيين 3 :1-2)

وإذا كان السيد المسيح عبد الله ورسوله وإذا كان الله (المسمى بـ”الآب”) أعظم منه، فإن السيد المسيح ليس بإله، والأعظم منه هو الإله الأحق بالربوبية والعبادة. فالإله الحق هو العظيم الأعظم الذي لا يوجد من هو أعظم منه في هذا الكون.

_________

المراجع:

1- القرآن الكريم

2- صحيح البخاري

3- الكتاب المقدس

4- موقع “albishara.org”

[ica_orginalurl]

Similar Posts