لا شك أن مرحلة الطفولة هي مرحلة الغرس والتعليم.. وأنها أخطر مرحلة يمر بها الإنسان.. ففيها تتشكل أساسيات العقيدة، وتُنثر بذور الإيمان.. ويصبح لزاما على الوالدين أن يستعدا جيدا، ويتسلحا بالقراءة والاطلاع والمعرفة السليمة لمناقشة أفكار الأطفال والرد على أسئلتهم واستفساراتهم، التي إن لم تؤخذ بعين الاعتبار لكانت لها أوخم العواقب لاحقا…

إعداد فريق التحرير

الأطفال

في ظل الانفجار التقني والمعلوماتي المتلاحق، أصبح الأبناء يفوقون آباءهم قدرة على استيعابه والتعامل معه.

بين أيدنا أحد الكتب الهامة التي صدرت عن مركز (دلائل) بالمملكة العربية السعودية، ضمن سلسلة قضايا الطفل، تحت عنوان/ أسئلة الأطفال الإيمانية.. نماذج عملية للإجابة عن أسئلة الأطفال المتعلقة بأركان الإيمان، للكاتب/ عبد الله بن محمد الركف، وتقديم كلا من: د. عبد العزيز بن عبد الله المقبل، و د. منى رجب صابر.

الكتاب في طبعته الثالثة جاء في 177 صفحة من القطع المتوسط، ويضم ثلاثة مقدمات وفصلين ثم خاتمة وقائمة بالمقترحات.

في مقدمة الكتاب الأولى للدكتور/ عبد العزيز المقبل يحدثنا عن قدرات الأطفال الفائقة المتعلقة بالتعلم، تلك القدرات التي حباهم الله وزودهم بها؛ فالأطفال في أصل خلقهم أذكياء.. والأسرة ممثلة في الوالدين هي من يسهم في زيادة ذلك الذكاء، أو يحدده، أو حتى يصادره.

وأنه في ظل الانفجار التقني والمعلوماتي المتلاحق، والذي أصبح الأبناء فيه يفوقون آباءهم قدرة على استيعابه والتعامل معه، أصبحت مسؤولية الآباء مضاعفة، وتتطلب آليات ومهارات تتناسب مع هذه المرحلة من الزمن.

 وأن التربية الإيمانية هي جزء أصيل وأساسي في تربية الطفل، بل هي الخلفية التي تقبع وراء كل جانب تربوي ليكون حقيقيا وفاعلا.

الأطفال.. علامة استفهام حية!

وفي مقدمة الكتاب الثانية للدكتورة/ منى صابر.. تصف الأطفال كما يشير البعض إلى أنهم علامة استفهام حية، بسبب رغبات الأطفال القوية في الاكتشاف والمعرفة وتعلم كل ما هو جديد؛ فأسئلة الأطفال ليست مجرد تساؤلات تحتاج لإجابات لإشباع فضول وحب استطلاع فقط، بل هي تمثل احتواء وأنسا وإشباعا لطلب المدح والمتابعة، وجذب الانتباه، وتأكيد الذات.

مشيرة إلى أن الكتاب يتعرض لأسئلة الأطفال في جانب من أهم الجوانب المؤثرة في وجدانهم، ألا وهو الجانب الإيماني والعقائدي، ويقدم نموذجا فعليا لكيفية الإجابة على تساؤلات الأطفال المرتبطة بالعقيدة.

ننتقل للمقدمة الأساسية للكاتب/ والتي يؤكد فيها على أهمية سنوات الطفولة الأولى في رؤية الطفل للوجود؛ حيث تعد المفاهيم التي تزرع في عقلية الطفل في هذه المرحلة اللبنة الأساسية التي تشكل شخصية الإنسان في كافة جوانبها المختلفة.

وأن المصدر المعرفي الذي يعتمد عليه الطفل في هذه المرحلة هما أبواه؛ لذلك؛ كان صلاح الأبناء منبته ومنشؤه من صلاح الآباء، فهم مسؤولون عن تعليم أبنائهم، ولذلك؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم، (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته…) رواه البخاري، وهذا التكليف يوجب اهتماما واجتهادا في التربية والتعليم.

وأضاف الكاتب أننا نعيش في عصر كثرت فيه الشبهات والشهوات؛ لذلك أصبح لزاما على الآباء أن يجتهدوا في تربية الأبناء اجتهادا يملؤه الصدق والحرص وبذل الوسع، ورب بذرة زرعها الآباء في نفوس الأبناء أثمرت عملا مستمرا للآباء بعد رحيلهم عن هذه الحياة، فيكون الولد من الأعمال الباقية التي يستمر ريعها بعد الموت؛ كما قال صلى الله عليه وسلم (… أو ولد صالح يدعو له) رواه مسلم.

وأنه إذا كانت تربية الطفل داخل الأسرة قد تمت بصورة جيدة؛ فإنه يستطيع أن يتعامل مع العالم الخارجي بصورة مثلى، وأن أي غياب لدور الأسرة في تربية الطفل وتنشئته التنشئة الإيمانية السليمة؛ سوف يؤدي إلى وجود طفل فاقد لأنواع السلوك الحميد.

يتبع >>>

لمزيد من المعلومات حول هذه القضية يمكن للقارئ الكريم مطالعة المقالات التالية:

الأسرة.. منبع الفكر السوي أو منبت الإلحاد!

يسألني عن الخالق وأصل الكون.. هل طفلي ملحد؟

_____________________________________

[ica_orginalurl]

Similar Posts